الساعاتُ الطويلة، سهرُ الليالي، الاستيقاظ مبكراً للحاق بمحاضرات الثامنة والنصف، المطلوب والمحذوف، العملي وبرنامج الامتحان، انتظارُ نتائج المواد، الأوراق الضائعة وموقع الكليّة، الذي انتظرناه أكثر ما انتظرنا حبيباتنا. كلُّ هذا أصبح ذكريات جميلة وقاسية .. مضت
نصنعُ المستقبل
على مرّ التاريخ دوماً كان هناك مؤثرون يتقدمون مسار البشرية، وغالباً ما كان أهم الموضوعات الكبرى في حياة الشعوب، من يتقدّم من؟ حدثنا سمير اسماعيل يوماً: وكلّما نمت معرفةُ الإنسان كان التساؤل يكبُر وكانت صعوبة الاجابة تتعقّد!
لقد تعلّمنا نعم ولكن بديهيّ أن نقول أنه ليس كلّ خرّيج مننا أصبح سياسيّاً، بل نقول: نحن مشاريعٌ يصعُبُ حصرها، فلقد درسنا علوم السياسة ولمّا نمارسها جميعاً. أمام مجتمعنا نحنُ طلائع منتظرة، ولايجب أن تحبطنا الظروف بل أن تزيدنا ثقة بأهميّة أدوارنا ومسؤولياتنا تجاهها، فماذا أعددنا للمستقبل؟
كانت أياماً صعبة وممتعة!
مرّت السنوات الجامعية بقسوة، عشنا جميعاً الحرب وعاش كلٌّ مننا طلاب وأساتذة واداريين معاركهُ ليستمر ويبقى، واليوم ليخرّج ويتخرّج. مررنا بظروف معقّدة حتى صح أن نقول لأحفادنا أننا درسنا على ضوء الشموع وكنّا رهائن الوقت والانتظار.
نحلمُ بسورية
في هذه السنوات الحاسمة من تاريخ سورية، علينا التفكير بالمستقبل كأنّهُ المسؤولية، لا الترف! اجتراحُ الحلول لوطن نرجوه معافى ومستقل ومحرر وديموقراطي وحُر، يجب أن يكون في صلب أولوياتنا وأعمالنا. فكيف اليوم نعيدُ تنظيم أنفسنا ونمارس مواطنتنا في روابط أو نقابات أو جميعات وأحزاب؟ ومن يتطلّعُ مننا لمتابعة دراساته العليا فهل فكر بما سنُضيفهُ لسورية قبل أن نضيفهُ لمسيرتنا العلمية؟
شكراً لمن علمونا التفكير
أساتذتنا الذين قضوا الساعات الطوال في تحضير مادرسناه وتصحيح أوراقنا التي دوّنا فيها آلاف الاسطر، وكبُرنا فيها مادة اثر أخرى. هل تذكرون اجاباتنا الأولى عن الأسئلة الأوليّة؟
شكراً لمن علموا بصبرٍ في الأمور التنفيذية والادارية، ونظموا لنا آلاف الأوراق الروتينية. ولعمال النظافة أيضاً الذين تحملوا استهتارنا في كلّ قاعةٍ وممر، وكلّ من دعمنا في أيّ مكان حللنا به في كلّيات الجامعة. ولاننسى عائلاتنا، تحمّلوا معنا هذه السنين الطوال وهذا الحفل ربّما هو جازتهم وفرحهم قبل فرحنا.
نأملُ أن يحظى الطلبةُ من بعدنا بفرص تدريبية أوسع ومناهج معاصرة أكثر تفاعلية واجراءات روتينية أقل وظروف وطنية أفضل. نفخرُ بجامعتنا – جامعةُ دمشق – العريقة، أكثر من 100عام في خدمة العلوم والمعارف، وأختمُ بشعارها وقل ربّ زدني علماً.
كلمة الخريجين – وسيم السخلة
حفل تخرّج كليّة العلوم السياسية – جامعة دمشق
مدرّج الهندسة المدنية 08/05/2019
Leave a Reply