هالدّني بتساع الكل <3 - Life can accommodate everyone

Author: waseemz (Page 4 of 4)

فيق يا سُمسُم، قبل المدرسة بساعة

كما أبدو في اللباس المدرسي للصف السابع شتاء 2006

أغمض عيناي لدقائق ثم أدرك أنه لا فائدة، في تلك الأيام المبلولة من أيلول حيث كان من الممكن أن نستفيق على ارتطام حبّات المطر بشباك غرفتنا الكبير، كنّتُ أخدع الصباح وأبقي عينيّ مغمضتين مع أشعة الشمس المنكسرة نحو غرفتنا، كان الشبّاك على منور خلفيّ غطته بيناية حديثة بنيت بجانبنا. ثم يمضي الوقت بسرعة وأسمع صوت ماما تنده لي للاستيقاظ، أسوم، وسوم، سمسم يلا حبيبي يلا فيق، مروة يلا يا مروة يلا أمّي يلا

كان يرتفع صوت فيروز غالباً في الصباح بعدها بسنوات كان صوت القرآن الكريم أكثر ما يرتفع في صباحات بيتنا، وخاصة قناة المجد الخاصة بتلاوة القرآن، أمّا أكثر أغنية كانت تعلق بذاكرتي من تلك الصباحات هي حبيتك بالصيف.. حبيتك بالشتي.. وجسر اللوزيّة..
لم تكن مهمة أبي يوماً أن يوقظنا أنا ومروة قبل أن تولد صفا وأسامة، بل كانت مهمته الأساسية في صباح شتائي أن يُشعل الصوبيا، الصوبيا التي يمكن أن تنفض أحياناً فيلحقها بشتيمتين خفيفتين، كانت العنصر الأهم في تلك الصباحات، للصوبيا قاعدة في أعلاها نغلي فيها أوراق الكينا الخضراء التي نقطفها من أمام بيت جيراننا سكريّة، ولبوري الصوبيا ما يُشبه حبال الغسيل نجفف فيها الغسيل في الأيام الماطرة.

بعد أن أغسل وجهي كنتُ أقترب من المدفأة حتى أكادُ ألامسها وكانت لاتبخل بدفئها أبداً، مراقبة قطرات المازوت تخفيفها وزيادتها متعة خاصّة، بالعموم لن أتمكنّ من وصف مايحدثُ حول المدفأة في بيت شاميّ أكثر من صديقتي العتيقة منى الصابوني في مجموعتها القصصية “حول المدفأة”.

صوت أبي وهو يشربُ القهوة التي هي أوّل ما تهتم به ماما عندما تستيقظ، دلّة الميرمية أو الشاي التي كانت ماما تحضّرها في الصباح، الميرمية مشروب شتائي كان يُشعلنا دفئاً، طعمه المرّ لم يكن لذيذاً بل شتوياً فقط وكنت قليلاً ما أفطر، لم يكن الطعام شهيّاً أوّل الاستيقاظ بالنسبة لي، مكدوس وزيتون ولبنة مدعبلة هذه أبرز عناصر الفطور وإلى جانبها علبة كبيرة من جبنة الشرق الصفراء التي كانت ماما تلفّ لنا منها سندويشات المدرسة بخبز الفرن العادي ثم تقسّم السندويشات وتضعها في أكياس النايلون، وجود السندويشة في حقيبتك يُشعرك بالأمان كلما تناولت كتاباً لحصّة في المدرسة، قد لا آكلها خلال نهار المدرسة، وقد أتذكرها في طريق العودة وقد تلقطها ماما في يوم العطلة حيث تنظف الشنتة ثم نسمع بهدلة قصيرة لأن السندويشة نشفت ولم تعد صالحة للأكل فنراها وقد وُضعت في أرض الديار للعصافير.

غالباً اليوم هو يوم أحد، ماما تكوي الثياب التي تركت على بوري الصوبيا من الأمس، للكوي رائحة، الخيوط والحرارة العالية لابدّ لها من رائحة، ولدفء الصدريّة البنيّة (على طريقة النظام الكوبي لعسكرة الطلاب) أو القميص الأزرق السماوي المكويّ توّاً لذّة ساحرة، غالباً ما نطرق باب الحمام نستعجل بعضنا، ثم نلبس باقي الملابس نحمل الشنتة.

تلحقنا ماما بفرشاة الشعر، أنا لم أكن أستخدم المرآة، كانت ماما مرآتي، تمشّط لي شعري وتشدّ جوزة فولاري البرتقاليّ، ماما كانت تضع لي الساعة الجلدية التي أهداني إياها بابا من ماركة أوماكس، ماما كانت تظف جيوبنا من بقايا المحارم البيضاء، ماما كانت تلحقنا بالسندويشات جبنة صفراء دهن، لبنة وخيار وسندويشة زعتر كانت غالباً ما تبقى لليوم التالي في الشنتة، شنتة المدرسة الثقيلة، الكتب السميكة فيها تجعلنا نشعرُ أننا نحمل العلم وهاهو يكسر ظهرنا، يالله تلك اللحظات التي نغالب فيها النعاس..

نخرج إلى أرض الديار غالباً ما يكون المطر قد توقف وبقيت قطرات عالقة في عريشة العنب تثقل الأوراق وتهطل على الأرض، وإلى داخل البحرة الصغيرة في أرض ديارنا، نبحث عن فردات الجرابات الضائعة، الجرابات الكحلية غالباً والرمادية أحياناً، نبلس بوط الفتوّة الأسود، نحاول تلميعه، وقبل المحطة الأخيرة ندخل إلى غرفة جدّي الضاحك دوماً والذي كان يغضب في ثانية، يفتح درج الخزانة العسليّة الصغيرة بجانب سريره هناك ما يُشبه طاسة من الستيل تحولت فيما بعد لبلاستيك شفاف يضمّ فيها القطع المعدنية، ينادينا لأخد عشر ليرات أو 15 ليرة وفي أيّام خيّرة كانت ال25 المذهبة هي أجمل انتصار صباحيّ، نأخذ رضاه بدون بوسة يد ثم نودع ماما بنظرة وابتسامة، ننزل درجات أرض الديار البيضاء.

في الحارة نجد أولاد العم الذين يملؤون حارتنا، الصغار والكبار، فولارات ملوّنة وبدلات خاكيّة ثم صداري بنيّة وبدلات كحليّة للشباب ورماديّة للبنات، ننتظر الميكرو سيرفيس، نسعى للنزول باكراً حتى يأخذنا بذهابه من بيته في حارة قريبة ليجمع الطلاب، فنجلس على الشباك أولاً وندور معه نحضر الأولاد وربّما انتظرنا أحدهم فنزعق في الحارة حتى ينزل ونحن نسمع سُباب عائلته لأنه تأخّر، كان عمّو معتز يشغل لنا أغاني فيروز في الذهاب، في الحقيقة كان يكبس الراديو كبسة واحدة وكلّ الإذاعات السوريّة تضع فيروز، وفي العودة كانت نجوى كرم غالباً فقد كان معجباً بها كما يبدو، يسيرُ السرفيس بسرعة جنونيّة ليلحق مدرسة أخرى، كانت السرافيس المخصصة لنقل 14 راكب تسع 25، ونحن فرحين، كنّا أشبه بقطيع مدرسيّ.

كان طريق المدرسة فرصة لسماع جعيرنا المشترك وكأننا كورال شعبي شوارعيّ، أما عند الوصول لباب المدرسة فهنا يكون الإختبار الأوّل لصبرنا لهذا اليوم، هل نشتري البوشار أو الترمس أو الفول أم ننتظر للفرصة الاولى؟ تلاحقنا أعين الباعة حتى دخول باب المدرسة.. كم من أيام انتهت العشر ليرات قبل أن أدخل باب المدرسة.

وسيم السخلة، صيف 2020

ألا تكفي 62 عام لتقاعد قانون الجمعيات والمؤسسات في سورية؟

يعاني العمل المجتمعي في سورية من نقاط ضعف مختلفة وقيود متعددة لأسباب متعددة اهمها داخلية على الأكيد، وخارجية أيضاً مثل عدم وضوح هويّة ودور العمل المدني وتعريف المجتمع المدني عالميّاً، والإرث السوري المتعلق والممتد بهذا المجال يعود إلى حوالي قرن ونصف على الأقل عند بدايات تأسيس الجمعيات الإغاثية والأدبية والدينية في البدايات ومن ثمّ تطوّر هذا المجال في نهاية العهد العثماني حيث ارتبط ظهور التجمعات بحركة التنوير والعروبة في مواجهة سياسات العثمانيين ولهذا كانت كثير من هذه الجميعات مستوردة الأفكار والآليات، وهذا نتيجة طبيعية لتأثر المتنورين في وقتها ودراستهم في الغرب أو في تركيا العثمانية نفسها مع انتشار عصر القوميات في أوروبا وكذلك الجمعيات الإنسانية الملحقة بالكنائس والتجمعات الدينية

انتقلت باكراً أفكار هذه الجمعيات إلى سورية وقد كانت أكبر مساعد للعثمانيين على سدّ الإحتياجات الناشئة بين السكان نتيجة المجاعات المستمرّة والامراض والحروب، ظهرت دور الأيتام والأوقاف كمؤسسات خيرية والكشاف والهلال والصليب الأحمر وغيرها. كان القانون الناظم لها آواخر العهد العثماني هو قانون الجمعيات العثماني 1908 وهو ما يزال سارياً في لبنان حتى الآن وترخيص أي جمعية لايحتاج لأكثر من علم وخبر لوزارة الداخلية

في زمن الإنتداب الفرنسي كان له مصلحة في كسب طبقة النخبة في المجتمع السوري من خلال حفلات ثقافية وعروض فنية تم احضارها لدمشق مع كتّاب وأفكار، أيضاً كان تأثير الجامعات والإرساليات في لبنان وتمثّل بتأسيس جمعيات علمانية ونسائية تعددت وسائلها (كانت جمعية نقطة الحليب تقيم حفلاً راقصاً سنوياً لجمع التبرعات مثلاً)، ولاشك أن هذه الجمعيات كانت مدعومة من زوجات الطبقة السياسية المدينية أو هنّ اللواتي أسسنها بالفعل، أيضاً في ذات الوقت كانت الجمعيات الإسلامية تُقدّم لها التبرعات والزكاة وكان لديها اوقاف تحصّل من خلالها أموالاً غير قليلة وبالتالي كانت هذه الجمعيات توزع المساعدات كما كان لها مواقف سياسية مرضية للمجتمع وخاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية بالتالي كان من السهل إعادة تجميع هذه الجمعيات الخيرية لتكون حركات إسلامية سرعان ما انخرطت بالسياسية واللعبة البرلمانية

ترافق وجود هذه الجمعيات مع ظهور الأحزاب السياسية السورية وبالتالي أصبح جزءاً منها هو جمعيات ملحقة بالاحزاب أو العكس، وهذا ما جعل دولة الوحدة تصدر القانون 93 لسنة 1958 الناظم لعمل الجمعيات والمؤسسات الخاصة حتى اليوم! أي أنّ كل هذا التطور في العمل المجتمعي لم يدفع المشرّع السوري سوى لإدخال تعديلات بسيطة جداً على قانون عمره اليوم 62 سنة وأرى بالطبع أنهُ قد حان وقت تقاعده

أغلقت كثير من الجمعيات كما الصحف والأحزاب في عهد الوحدة، هذه الأدوات التي برع السوريون في التحرك من خلالها خلال العقود الماضية للوحدة تم حلّ أغلبها بتوقيعات سريعة وتمّت محاولة إعادة تجميع أعمال هذه الجمعيات في مصالح حكوميّة وموجهة، بالطبع لم تستطع سدّ الإحتياج المجتمعي المتزايد (الحديث هنا ليس في سد الإحتياجات الغذائية والطبية فقط بل أيضاً في مجال الفكر والثقافة والفنون والسياسية فهي حاجات إنسانية)

بعد نهاية تجربة الوحدة دخلت سورية في إنقلابات عسكرية متتالية تعطّلت خلالها كثير من حيوية ومرونة السوريين وبالتالي عاد الإستقرار بعد 1970 وبعد هذه المرحلة تم الإعتماد بشكل ممتاز على ما يُسمى اصطلاحاً "المنظمات الشعبية" لتحل محلّ كثير من الجميعات السابقة كالإتحاد النسائي، مُنحت المنظمات الشعبية أوضاعاً خاصة وصلاحيات كبيرة في المدارس والجامعات

كما أن هذه المنظمات الشعبية في كثير من التفاصيل حصرت العمل الشباب والمجتمعي من خلالها فقط، وطبعاً الوظيفة الأولى لهذه المنظمات لم تكن إلا وظيفة سياسية للحشد والتعبئة وبالتالي أغلق هذا الباب أمام ظهور التجمعات الشبابية او المنظمات أو الجمعيات إلا لأهداف وغايات معينة تخصصية في أغلبها (سرطان، تنظيم أسرة، سل..) كما تُرك الباب مفتوحاً أمام الجمعيات الخيرية وهي الملحقة بالكنائس والمساجد في معظمها، بالتالي شكل هذا جموداً كبيراً في العمل المجتمعي وخاصة بعد أحداث الإخوان المسلمين والقلق من أي تجمعات غير مضبوطة كما حصل مع كشاف سورية الذي تم ايقافه عن العمل رغم وجوده في سورية ابتداءاً من 1912 وتم أخذ معظم التقاليد الكشفية ليُعاد تكييفها في منظمة طلائع البعث

منذ 1970 بدأت المنظمات الشعبية بالقيام بأدواراً حصرية لتعبئة وتوجيه كل فئات المجتمع وفق رؤية القيادة السياسية لما يحدث من تطورات في مختلف الصعد ولكن هذه المنظمات تراجعت في تأثيرها على المجتمع السوري فهي التي ترفع شعارات البعث نفسها أصيب كوادرها بالخيبة التي رافقت الجميع بعد عشرات السنين على طرح شعارات لم يستطع أحد تحقيقها

بدأت المنظمات الشعبية تتراجع في تأثيراتها الفعليّة في أوساطها منذ التسعينيات ومردُّ ذلك إلى الطرق التقليدية التي تحاول هذه المنظات الوصول بها إلى الشرائح الهدف وجمود الخطاب الفكري الذي تنتهجه اضافة لدور التعبئة المحتّم عليها أخذه في عملها، هذه المنظمات هي المسؤول الأول عن ملئ الساحات الكبرى في أي فعالية تقرّها القيادة السياسية ولو كانت ذات طبيعة فنيّة أو رياضية وتوظف لهذه المنظمات أموال موجّهة من القيادة القطرية للحزب والوزارات كما تنتشر مكاتبها ومقراتها في كل المحافظات وأبعد القرى في سورية

لعبت هذه المنظمات أدواراً كبيرة في بناء وصهر الجيل الشاب وفق رؤية وتوجه معين أراده البعث، كما كانت ذراعاً أساسياً استخدمته الدولة السورية في أي مواجهة من أي نوع وربما التنظيمات الشبابية المقاتلة التي ولدت عن هذه المنظمات و التي حاربت إلى جانب الدولة الاخوان المسلمين كانت المثال الأبرز عن الدور المتغيّر التي يمكن لهذه المنظمات العقائدية أن تقوم به، كما لم تتردد القيادة السياسية بحظر أي مؤسسة أو جمعية أحسّت بخطرها وتأثيرها على هذه المنظمات

2000-2010

بعد سنة 2000 بدأت مجموعة من المفكرين والكتاب محاولات لإعادة المرونة للمجتمع السياسي/المدني من خلال بيانات موقّعة وصالونات ثقافية فُتح لها الباب لعدّة أشهر وربّما كان خطأ هذه المنتديات التي جاوزت ال100 خلال أشهر في مختلف مناطق سورية أنها أرادت معارضة النظام السياسي ككتلة واحدة وطرح فكرة التغيير لتكون من الاعلى للأسفل دون الإنتباه أن العمل على توعية المجتمع بأكمله وليس النخب فقط هو ما يُنتج تغييراً ممكناً في ظل خطط الإصلاح التي طُرحت في خطاب القسم الرئاسي وقتها

في بدايات الألفية بدا أنّ هناك اتجاهاً جديداً لفتح العمل المجتمعي من خلال رعاية السيدة الأولى لعدد من الجمعيات بل وإطلاقها بالفعل وهذا ما شجع كثير من الناس على تقديم طلبات ترخيص لجمعيات ومؤسسات في معظمها خيرية ومحلية كجمعيات في القرى والأرياف او أحياء بعينها كما بدأت بعض هذه الجميعات تتلقى دعماً أوضح من رجال أعمال سوريين فتوسعت اعمالها، معظم الجمعيات الناشئة قبل 2011 كانت خيرية وبيئة وقليل جداً منها الجمعيات الثقافية أما جمعيات الوعي المدني أو مراقبة الإنتخابات أو التثقيف السياسي فلم يكن لها أي فرصة بالظهور وكان هناك قلق مستمر من تجاوز الخطوط الحمراء في بعض الجمعيات مثل الجانب الإقتصادي، لهذا فضّل كثير من الفاعلين المجتمعيين العمل في البيئة والمساعدات الغذائية مثلاً على التعرض للمسائلة الأمنية

تمويل هذه الجمعيات والمؤسسات والفعاليات التي تقيمها لم يكن حكراً على جهة معينة فقد تسابقت الشركات الخاصة الكبيرة ورجال الاعمال لدعم هذه الجمعيات وأنشطتها وذلك كنوع من تثبيت ولائهم لتوجهات الدولة الحديثة، وبدأت بعض الجمعيات تستقطب دعماً خارجياً من الاتحاد الاوروبي وبرامج شراكة مصادق عليها من قبل الحكومة فيما بقيت أي برامج منح مالية ومساعدات أميركية محظورة تماماً، وتشير تسريبات من "ويكليكس" نشرت في جريدة الاخبار اللبنانية إلى رسائل متبادلة بين السفارة الأميركية بدمشق والخارجية الأميركية تشير لرفض الحكومة لكل عروض وكالة التنمية والتعاون الاميركية

ظهرت مشاريع متعددة بدعم من السيدة الأولى أعيد تجميعها تحت مظلة الأمانة السورية للتنمية والتي كانت نموذجاً يُرتجى اتساعه و توسع أعماله، ورغم فتح مشاريع في مجالات متعددة لكن بقيت الصورة المجتمعية أن هذه المنظمة بعيدة وتخصّ المدن والنخبة رغم وجود برامج تنموية لها في الأرياف! هذه الصورة كان لها أسباب متعددة لعل أبرزها عدم وجود حامل إعلامي تنموي على قدر وحرفية العمل في الأمانة السورية للتنمية، كما أنّ الوضع القانوني للأمانة غير واضح بالنسبة للمجتمع السوري فهل هي مؤسسة سورية تتبع لوزارة الشؤون أو منظمة تتبع مباشرة للقصر الرئاسي، تبقى هذه الأسئلة بحاجة للإجابة دوماً لتمكين الأمانة من العمل مع الآخرين وتمكين الآخرين من العمل معها

المنظمات الشعبية تضاءل هنا حجم وارداتها ومخصصاتها من القيادة القطرية لحزب البعث ولم تغيّر كل المؤتمرات التي عقدتها هذه المنظمات بالواقع الحقيقي لها فالخطط والتوجيهات العليا بقيت هي الموجه لسير عملها وربما لم تراعي هذه التوجيهات اتجاهات الجيل الجديد بل على العكس حاولت تثبيت المنطلقات القديمة وبدأت عمليات اعادة انتاج للذات في مواجهة الوضع الجديد في سورية وكأنها حاولت الهروب للخلف معتمدة على ارث قديم ووصفات لم تعد صالحة وفيما كانت التقارير الوهمية والاعداد غير الحقيقية ترفع من القيادات الدُنيا للعليا حول أعداد الاعضاء والمشاركين والفعاليات والأنشطة بقيت قيادات هذه المنظمات في اطمئنان مستمر لا يضطرّها إلى وضع رؤى وآليات جديدة، فمن الطبيعي أن تتشابه خطط ثمانينيّات القرن الماضي مع خطط هذه المنظمات والتي كان تشكيلها في ظروف ثورية استدعت شكلاً معيناً لتسلسل قياداتها، ومع انتقال البلاد عدّة مراحل بقيت هذه المنظمات على نهجها القديم تزداد تمسكاً به وتعمل على تعزيز صلابته بدلاً من الاتجاه نحو ليونة أكبر مع الواقع الجديد

تصاعد دور المنظمات من خلال الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي، وكثُرت الفعاليات الثقافية الممولة من السفارات والمراكز الثقافية وانتشرت في المحافظات السورية المهرجانات العربية والدولية وبرامج الشراكة في مختلف المجالات واستطاعت الجمعيات والمنظمات الناشئة ايجاد تأثير فاعل من خلال أعداد كبيرة من الشباب عملت على تأهيلهم ليكونوا الحامل الجديد لعملية التنمية في سورية. ترافقت هذه الجميعات الوليدة والامانة السورية للتمية مع تحولات ملحوظة في المجتمع من خلال إلغاء نظام التربية العسكرية في المدارس وتسابق رجال الأعمال لأخذ مسؤوليتهم الإجتماعية في دعم هذه الجمعيات تقرّباً من السلطة أو تقرّباً من المجتمع

2011 ومابعدها

الأزمة السورية كانت نقطة التحوّل الغير محسوبة والتي غيرت كثيراً في كل مفاصل الحياة في سورية وبالطبع كانت لها تأثيرات جليّة واضحة على النشاط المجتمعي والمدني فلم تبدأ الأزمة حتى انطلقت معها عشرات التجمعات الشبابية التي حاولت دعم موقف الدولة والاعلام والجيش السوري، وفي شكل مسيرات او تجمعات ووقفات شموع شارك آلاف من الشباب السوري في هذه المبادرات بدعم من منظمات الحزب والنقابات المختلفة ورجال الاقتصاد المقرّبين للدولة

على المقلب الآخر ظهرت تنسيقيات ومجموعات عملت على التخطيط والقيام بالتظاهرات والحركات الاحتجاجية وبعضها مارس منذ البداية أنشطة عنفية كالتهديد لاغلاق المحال التجارية، آخرون اهتمّوا بتوفير المواد الغذائية وغيرها، ولايخفى على متابع مستوى التمكين الموجود لدى هذه المجموعات والتي يبدو أن تمكينها واعدادها بدأ قبل أي نشاط احتجاجي في سورية، فقد صوّروا المظاهرات والاحتجاجات وافتتحوا وأداروا صفحات ومواقع اجتذبت آلاف المتابعين، ولقد كانت برامج أميركية قد عملت على تمكين ناشطين منذ 2005 وتمليكهم بعض أدوات الحراكات المدنيّة مثل التدوين وغيرها.
عن المبادرات الموالية للدولة تنوعت أشكال دعم هذه المبادرات منها من كان شعبياً خالصاً من قبل متحمسين لدعم الدولة ورافضين لما يحدث ضدّها، ومن هذه المبادرات من كانت مشاريع للظهور لشخصيات اقتصادية واجتماعية على شاشات التلفزيون وأوراق اعتماد لدى بعض مسؤولي الحكومة للترشح للبرلمان و دعمه لاحقاً، شكل ذلك فرصة لرجال الاعمال السوريين لتثبيت ولائهم فصرفت الملايين على مسيرات سيارات ولافتات وملابس واعلام وحفلات للتأكيد على الوحدة الوطنية

لم يكتف الشباب الموالي بالتظاهر أمام السفارات العربية والأجنبيّة المحميّة بل طُليت سلل القمامة والحاويات بشعارات قنوات إعلامية وأسماء المحرضين على قلب الأوضاع في سورية وتحولت الساحات العامة في بداية الأزمة لساحات يومية للتظاهر إلى جانب الحكومة .حاولت جهات حكومية وحزبية دعم فرق ناشئة لتصويرها كمبادرات شعبية خالصة، وفي فترة معينة تم تنحية دور المنظمات الحزبية والنقابات لصالح هذه المبادرات إلا أن المنظمات سرعان ما عادت للعب دورها التعبوي ابتداءاً من النشاطات الفنية وليس انتهاءاً بتشكيل الفصائل العسكرية المقاتلة

مجتمعياً وبشكل خالص ودون توجهات سياسية كانت هناك هبّة شعبية لاستقبال النازحين من المحافظات السورية واسكانهم وتأمين ما يلزمهم وقد بدأت هذه الهبّات مرافقة لموجات النزوح الأولى من ريف العاصمة وضواحيها ولم تكن الحكومة مهيّأة لأي طارئ من هذا النوع فقام شباب الأحياء والمخاتير بفتح المدارس المغلقة صيفاً أمام هذه العائلات وعمّت الفوضى هذه المراكز فكان المجتمع المحلي يغدق المعونات الغذائية والمادية على الاهالي في هذه المراكز وكانت الجمعيات المحلية تحاول تنظيم هذه المراكز ودعمها محلياً دون أي تدخل من منظمات الأمم المتحدة في وقتها

لم تستمر هذه الحالة طويلاً فسرعان ما بدأت منظمات الأمم المتحدة الاستجابة وبدأ الهلال الأحمر السوري يأخذ دوره الطبيعي في أزمة من هذا النوع فشكلت لجان حكومية للاغاثة ضمت الشركاء المعنين وانتزعت ادارة المراكز من المجتمع المحلي لصالح منظمات أخرى تحت رعاية ودعم الحكومة ولم تتردد الحكومة في توفير كل ما يلزم لهذه المراكز من حراستها أمنياً وحتى تأمين كل الخدمات الاساسية وعملت منظمات الأمم المتحدة على توفير مواد الاغاثة من خلال شركاء محليين وبدأ توزيع الاختصاصات بين المنظمات بجوانب صحية وتعليمية وغذائية وتنموية وغيرها

بدات أزمة النزوح بالتصاعد ولا تخفي معلومات الاحصاءات البسيطة التي حاول ناشطون القيام بها أن معظم النازحين لم يذهبوا لمركز ايواء بل توجهوا لمنازل أقربائهم، فبات من الطبيعي جداً أن تسكن عدّة عائلات تحكمها القرابة والنسب منزل صغير متهالك وبالتالي تضاعفت أسعار ايجارات البيوت في العاصمة وغيرها من المدن الآمنة نسبيّاً وبات النزوح الأكبر متركزاً في الاحياء الشعبية وخاصة بعد نزوح كثير من العائلات من مناطق بعيدة عن العاصمة من حمص وادلب وحلب وغيرها

في هذه الأجواء المختلطة صارت المبادرات والمشاريع الخيرية أصعب من أن يتم احصاءها وتوثيقها، بالطبع كثير من هذه المبادرات كان تأصيلاً للفساد المنتشر بالمجتمع السوري وصورة حقيقة له ولكن بالمقابل عملت كثير من هذه المبادرات والمشاريع على سد نقصٍ لم تستطع الحكومة ولا منظمات الامم المتحدة الوصول له وقدمت خدمات لأماكن من الصعب الوصول لها ووصلت للفئات الأكثر احتياجاً ولكنها بكل تأكيد بقيت قاصرة عن توفير كل الاحتياجات في كل الاوقات، وهذا أمر طبيعي أمام مجتمع فتي تماماً تجاه هذا النوع من الأزمات

تنوعت الفعاليات التطوعية من اغاثية و ثقافية وفنّية ورياضيّة وغيرها حاولت اعادة الحياة والفرح للمدن السورية التي أرهقتها الحرب وانتشرت مئات الفرق التطوعية في الاحياء والقرى وعملت لفترات طويلة بدون تراخيص أو موافقات لكن سرعان ما اتخذت وزارة الشؤون الاجتماعية أدواراً جديدة لتنظيم عملها وترخيص بعضها فظهرت المئات من الجمعيات والمؤسسات الوليدة والنشيطة

عملت منظمات الامم المتحدة على تأهيل وتدريب هذه المبادرات والفرق فأقيمت آلاف ورش العمل والدورات في تخطيط المشاريع وادارة مراكز الايواء مثلاً وتم اعداد آلاف المتدربين على مواضيع الاسعاف الاولي والدعم النفسي والتثقيف الصحي وكان نصيب العاصمة الأكبر من هذه الفرص نظراً للأعداد الهائلة من النازحين ونظراً لتركز نواة مجتمع مدني أكثر خبرة وانتشاراً

مع انتقال الأزمة لمستويات أعقد ظهرت الحاجة للعمل على المجال التنموي فالمجتمع لم يعد بحاجة لسلل غذائية وحقائب صحيّة وملابس فقط، بل بات العمل على مشاريع ذات استمرارية توفر الدخل وترفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي بعد فقدان الآلاف لمصادر دخلهم أولوية حقيقية، لكن بالطبع بقي حجم النشاط التنموي خجولاً حتى الآن نظراً للتحديات الكبيرة والاعداد الهائلة من العاطلين عن العمل وعزوف رجال الاعمال عن الاستثمار داخل البلاد وهروب الآلاف نحو أوروبا حلماً بواقع أفضل

في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة تعمل كل المنظمات غير الحكومية العالمية بحرية متباينة من جغرافيا لأخرى بحسب السيطرة المختلفة، فتدرّس مناهج تعليمية مختلفة وتقدم أشكال مختلفة من الدعم الاغاثي والطبي وتعمل منظمات الامم المتحدة في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة، وبالطبع ظهرت في مناطق المعارضة مئات الجمعيات والمؤسسات الاغاثية والتنموية والتي تبقى أسيرة السياسات المختلفة بحسب داعميها

في أوروبا ودول الجوار واللجوء خلقت مئات الجمعيات والمنظمات للتعامل مع اللاجئين السوريين وهي تتلقى الدعم من جهات مختلفة دولية كمؤسسات كبيرة أوسفارات دول، لدى معظم هذه الجمعيات برامج تأهيل عالية المستوى وخبرات متراكمة نتيجة العمل مع الشركاء الدوليين والفرص والتدريب، كما ان العشرات منها تعمل عبر الحدود مع جمعيات وفرق محلية على مشاريع مختلفة دون تراخيص نظامية أو من خلال غض نظر محلي من جهات أمنية او حكومية

اليوم تخضع عمليات ترخيص أي جمعية ومؤسسة لسلسلة إجراءات طويلة ومرهقة وكذلك تمويل أي مشروع ضمن جمعية مرخصة، كما أن تعميمات صدرت من وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل قيّدت مؤخراً عمل الفرق والمبادرات الغير مرخصة أصولاً ومسجلة في الوزارة وهذا فيه تضييق للعمل المجتمعي بشكل أو بآخر

فوضى من المشاريع والمبادرات والجمعيات الوليدة لم ترسم إلى اليوم معالم المستقبل القادم للمجتمع المدني داخل سوريةعلى الأقل، فكل طرف يحاول استثمار واستغلال هذه النوافذ المجتمعية، وبغياب تشريع ينظم عمل هذه المشاريع تبقى المتغيرات اليومية هي المسيّر لهذا الواقع، فالقوانين لم تعدل وفقاً للدستور الجديد 2012 ومازالت سيطرة المنظمات الشعبية تعمل وفقاً للمراسيم والتشريعات القديمة والتي تحكم الرجوع لهذه المنظمات في أي عمل شبابي أو تطوعي مجتمعي، أمّا في مناطق المعارضة فالأمر مرتبط بالحاكم الفعلي لتلك المناطق بين متشددين يعتقلون الناشطين والاعلاميين وفصائل عسكرية تسمح بهامش من الحريات للعمل المدني

رغم كل ذلك يبقى المجتمع المدني السوري حتى اليوم مشروعٌ لم يزل في بدايته رغم كل هذه السنين، فإلى اليوم لم تظهر مؤسسات مجتمع مدني حقيقية وإلى اليوم لم تشكل أجسام سياسية مدنية مستقلّة قادرة على خلق التغيير وصناعته والتأثير في صناعة القرار بمختلف مستوياته ليس المجتمع المدني هو سلل غذائية كما يعتقد الكثيرون من العاملون في هذا المجال فالمجتمع المدني هو المؤهل الحقيقي لقيادة عملية التغيير الحقيقية والانتقال نحو واقع أفضل في كل الصعد

* هذا المقال ليس مقالاً علمياً ولا توثيقياً بل محاولة بانورامية لفهم أجزاء من الصورة المعقّدة للعمل المدني في سورية

وسيم السخلة - حزيران 2020

título ¡Ésta vez la salvación es en conjunto!

De repente todo cambió, y por primera vez en años nos sentimos parte de este mundo.

Desde hace una década, mi país, Siria, está atravesando circunstancias políticas y de seguridad muy complicadas. Le pueden llamar guerra, esto le suena familiar a muchos, pero hay que decir que esta guerra no es principalmente entre los sirios, como la promueven, sino entre diferentes países y bloques que luchan y usan políticamente a algunos grupos locales.

Por eso casi el mundo entero nos ha cerrado sus fronteras, cerró sus servicios, aeropuertos, embajadas, y nos inundó con sanciones. Estas grandes potencias mundiales han engañado a todos e hicieron creer a todo el mundo que estas sanciones apuntan al gobierno y sus instituciones. Es ciertamente un mito terrible porque cada sirio hoy en día sufre por más por estas sanciones que por la misma guerra.

Por ejemplo, una de las sanciones y bloqueos es el acceso a la tecnología e internet: para sobrellevar este problema los ciudadanos sirios acceden a internet desde ubicaciones falsas en sus aparatos digitales, para poder bajar aplicaciones e instalar las plataformas sociales que usan para comunicarse con los familiares que emigraron por todo el mundo como refugiados.

Otro ejemplo es que a los sirios se les hace imposible salir del país en forma legal, y si alguno se anima a iniciar un trámite para viajar tiene que presentar las solicitudes del visado en las embajadas y esperar tiempos interminables.

También tiene que pagar aranceles que superan lo equivalente al sueldo de un mes o más, y los requisitos que se le piden para obtener la visa son imposibles de cumplimentar. Muchas veces por lo difícil del trámite, el solicitante termina perdiendo todo lo que pagó sin obtener la autorización de viajar.

Muchos intentaron llegar a Europa por el mar: lamentablemente algunos no pudieron llegar y se ahogaron en el intento. No hay lugar a dudas que Europa recibió cientos de refugiados que vendieron todo lo que tenían para pagar precios inimaginables por un viaje mortal en el mar.

Europa recibió cientos de refugiados legales también; lo que no tiene explicación es porque paga millones y millones en ayudas humanitarias por un lado, y por el otro apoya a los bloqueos económicos al pueblo sirio.

Cuando apareció el Covid-19 muchos dijeron que este virus estaba muy lejos y demoraría en llegar; otros dijeron que este es un castigo a los pueblos orientales, y otros opinaron que se trata de una crisis pasajera y se resolvería antes de que nos llegue, pero las cosas empeoraron.

Es la primera vez que nos sentimos parte de este mundo, el que nos cerró todas las puertas, este mundo el que durante mucho tiempo lo veíamos diferente a nosotros, ahora está pasando por una crisis terrible como la que nosotros estamos pasando desde hace diez años. ¿Por qué entonces, este virus mata a la gente inocente y no mata a los gobernantes que nos sometieron a una prisión obligatoria?

Es verdad que no tenemos sistemas de emergencia avanzados, y no tenemos recursos para enfrentar esta pandemia, porque estamos atravesando una guerra terrible. Por eso este virus para nosotros es un nuevo capítulo en el drama que está viviendo el pueblo sirio.

No es el comienzo de una crisis: la diferencia es que nosotros estamos viviendo en crisis desde hace una década, y el mundo lo está viviendo desde hace un mes.

Seamos realistas, no podemos adivinar qué va a pasar, no hay nada claro, y todos estamos preocupados. Cerramos todos los establecimientos gubernamentales y no gubernamentales, equipamos todos los hospitales y centros de aislamiento, arreglamos todo lo que tenemos de equipos a pesar de no podemos importar los insumos para poder hacerlo.

Y tenemos que ver a los políticos europeos declarando que en Siria no hay bloqueos al sistema de salud; ¿Acaso se puede comprar e importar? ¡Si todas las cuentas de los empresarios y del gobierno en el exterior están congeladas! ¿Cómo podemos explicar al mundo estos detalles? ¿Cómo podemos explicar al mundo que ya estamos cansados?

Estamos vivos a pesar de todo, nos solidarizamos con todo el mundo, pero estamos tristes por nosotros mismos y por todos nuestros muertos y nuestros refugiados. El Covid-19 nos hizo sentir el sufrimiento global encima de una década de sufrimiento local, y de la misma manera que deseamos el fin de esta guerra que estamos atravesando, deseamos también la salvación al mundo entero de esta pandemia.

Nosotros estamos siempre atentos a las novedades, pese a los cortes de luz que duran horas y horas por la falta de insumos que devienen de las sanciones a las importaciones; seguimos las noticias con internet muy lento porque nos controlan la velocidad. Nos alegra que ustedes puedan a través de Internet seguir las clases de las escuelas, puedan administrar sus negocios y sus cuentas bancarias, y pedir ayuda.

Nosotros intentamos hacer todo eso pero sin lograrlo, estamos muy lejos ¿Saben por qué? Porque mientras nosotros estábamos ocupados en la guerra, y escapando de la muerte de un país al otro, ustedes estaban experimentando tecnología y en mejorar sus niveles de vida.

Amamos este mundo y queremos vivir en él como ustedes. Queremos una salvación mutua que nos salve de la guerra y nos salve a todos de esta pandemia. Queremos una salvación mutua, que nos devuelva a este mundo y que vuelva este mundo a nosotros.

Waseem Al Sakhleh – April 2020

A Collectively salvation, this time!

Of out sudden, everything has changed. For the first time in years, we found ourselves as a part of this world again!

My country, Syria, has been going through complicated political and security circumstances for almost a decade. You can call it a war, this seems familiar to everyone. But the missing link is that this war is not primarily among Syrians as it is promoted, but rather among different countries and blocs fighting and using the local parties politically.

As a result, for almost a decade, the world has closed its borders, services, airports and embassies before us. We were flooded with sanctions, sanctions on everything. Great countries have deluded everyone that these sanctions target the government and its apparatuses. This is definitely a hideous myth because every Syrian today suffers from these collective sanctions more than he suffers from the interactions of the ongoing war around him in Syria.


So what should be done?. During the past decade the Syrians have professed using spatial fraud programs technically to be able to get access to some services on the Internet. Including communicating with their families in camps and various countries, subscribing in movies and series watching services, attending free available and even paid educational online courses, creating accounts on some of the social communicating websites, and hundreds of suspended services!


Syrians also collected passports in every family and put them in a locked drawer. No travelling is allowed. No entry visas. To get a visa you have to cross the border to another country and fill a huge application with dozens of identifications and onerous papers, and after weeks it comes with rejection. Although that you had paid the non-refundable fees which are equal to one month’s work salary in Syria.

Have I mention to you that our currency collapsed in value for about thirty times?
Another Syrians also fled to the various parts around the globe. They boarded the sea, some drowned, and many were lost in the forests until they reached Europe, the beautiful Europe.

Which received hundreds of thousands of refugees, who had sold their real estate assets or borrowed huge sums of money to be deposited in the pockets of smugglers, but only received hundreds on planes in a humane way and this is incomprehensible. Why does Europe insist that millions of people pass the journey of humiliation and oppression? Why do you pay millions in relief aids and at the same time prevent Syrians and Europeans alike from working to move the economic cycle in Syria?


Covid-19. The pandemic was spreading in different countries of the world. At first, it was so far away that some saw it as a tribulation from God to these peoples. Others saw it as a transient crisis that will be resolved before it reaches us. Everything arrives here late, if it arrives. But things started to get worse.

The other day, for example, I saw a friend of mine shedding tears because people are already starting to die and this started to form a transboundary crisis. I do not know the reason beyond her crying but it is one of two things or the two together, fear for people and fear of the virus.


This may seem reprehensible, but for the first time we felt that we are part of this world. The world that closed everything in front of millions inside Syria has become very close, and it has become in a crisis like us. Does this carry any kind of gloating? Certainly not, and this argument is rejected at all because the virus doesn’t distinguish anyone. So how does it feel to us as we see it killing thousands of innocent people everywhere, as it is killing the good people and not killing their rulers who forced us to a compulsory prison.


Yes, we do not have advanced emergency systems, and we do not have the capabilities to maintain this path. But we survived and still surviving a continuous war, and that is why, for us, the virus is a new chapter in the novel of the Syrian tragedy and not a new beginning. The difference is that we have been living the experience for a decade and the world has been living it for only a month.


To be realistic, we are not able to anticipate the following scenarios. Everything seems foggy and everyone is worried. We have closed most of the government departments that include armies of bureaucratic employees working with exhausted energy. We have equipped hospitals with the remaining medical equipment.

We have repaired equipment and imported other poor ones from countries that still consider us as belonging to their humanitarian platoon. One of the European officials comes to you and say that there are no penalties on the health sector in Syria, it is a manipulative talk.

How would we be able to buy and import anything when the accounts of the ministries are frozen, and the sanctions is extended to all the banking operations and transfers, and all the clients in Syria even from other nationalities? These are troubling details, how do we explain it to people around the world? How do we tell them that we are tired as much as they wanted us to get tired, and we got more than enough!


We are alive until this moment, and we sympathize with all people as much we are sad for ourselves, all of us who remained and those who have died and who have been alienated. Covid-19 has returned us back to feel a global suffering, after a decade of individual suffering. And as we wish for an individual salvation from the wars on our land, we wish all humankind a collective salvation from the virus and its effects.

Which we are wandering that if it affected the developed countries in this way, what will be the case if it reaches us?
We are listening to the news constantly. Whenever the electricity is back after a long time of cutting due to the sanctions imposed on importing the fuel needed to operate it. We are following you on the poor internet because the speed in our country is very limited. We are glad that you are continuing your education and work via internet.

We are still trying to do so but we haven’t succeeded yet. We’re happy that you can manage your bank accounts and you can order your needs online. We are still a lot further from this. In the time you innovated and improved these things ten years ago, we were running away from death. From one town to another and from one street to another.


We love you, world. We are waiting for a collective communal salvation that will bring you back to us and return us to you.

Waseem Al Sakhleh – April 2020

خلاصاُ جماعيّاً هذه المرّة!

فجأة تغيّر كُلّ شيء، وجدنا أنفسنا للمرة الأولى منذ سنوات جزءاً من هذا العالم..

تمرّ بلدي سورية بظروف معقّدة سياسياً وأمنياً منذ عقد تقريباً، يمكنكم تسميتها حرب، يبدو هذا مألوفاً للجميع، لكن الحلقة الناقصة هي أنّ هذه الحرب ليست بين السوريين بشكل أساسي كما يروّج له، بل بين دول وكتل مختلفة تتصارع وتستخدم الأطراف المحليّة سياسيّاً، لهذا منذ عقد تقريباً أغلق العالم في وجهنا حدوده، أغلق خدماته، مطاراته، سفاراته، أغرقنا بالعقوبات، عقوبات على كُلّ شيء، لقد أوهمت الدول الكبرى الجميع أنّ هذه العقوبات تستهدف الحكومة وأجهزتها، وهذا بالتاكيد خرافة بشعة لأن كُل سوري يعاني اليوم من هذه العقوبات الجماعية أكثر مما يعاني من تفاعلات الحرب الدائرة من حوله في سورية.

اذا ما العمل؟ لقد احترف السوريون خلال العقد الماضي استخدام برامج الاحتيال المكاني تقنياً ليتمكنوا من الولوج لبعض الخدمات على الانترنت، منها أن يتواصلوا مع عائلاتهم في المخيمات والدول المختلفة، للاشتراك في خدمات مشاهدة أفلام ومسلسلات، لحضور دورات تعليمية مجانية ومتاحة وأخرى مدفوعة، لبدء حسابات على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ومئات الخدمات المعطّلة!

أيضاً جمع السوريون جوازات السفر في كل عائلة وأودعوها في دُرج مقفل، لاسفر ولا تأشيرات دخول، عليك أن تقطع الحدود إلى دولة أخرى لتتقدم بطلب طويل من عشرات الأوراق الثبوتية والتعجيزية لأخذ تأشيرة، وبعد أسابيع تأتي مع الرفض، رغم أنّك تدفع الرسوم الغير مرتجعة والتي تساوي راتب شهر عمل في سورية، هل أخبرتكم أن عملتنا تداعت قيمتها أمام العملات الأجنبيّة لحوالي ثلاثين ضعفاً؟

سوريون أيضاً فرّوا إلى بلاد الله الواسعة، ركبوا البحر وآخرين غرقوا فيه وكُثرٌ ضاعوا في الغابات حتى وصلوا إلى أوروبا، أوروبا الجميلة. لاشكّ أنها استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين، الذين باعوا أصولهم العقارية أو استدانوا مبالغ طائلة ليودعوها جيوب المهربين، ولكنها استقبلت المئات فقط على متن طائرات بطريقة إنسانيّة وهذا شيء غير مفهوم، لماذا تصرّ أوروبا على أن يقطع الملايين رحلة الذل والقهر؟ لماذا تدفع الملايين كمساعادت اغاثيّة وتمنع السوريين والأوروبيين على السواء من العمل لتحريك الدورة الإقتصادية في سورية!

كوفيد 19، كان الوباء ينتشر في دول العالم المختلفة، في البداية كان بعيداً جدّاً حتى أنّ البعض رأوه ابتلاءاً من الله لتلك الشعوب، آخرون راوه أزمة عابرة ستُحلُّ قبل أن تصل إلينا، فكلّ شيء يصل لنا متأخراً، إن وصل. لكن الأمور بدأت تزداد سوءاً وشاهدتُ صديقتي مثلاً تذرفُ الدموع لأن الناس بدأت تموت بالفعل وبدأ هذا يُشكل أزمة عابرة للحدود، ولا أدري سبب بكائها لكنه أحد أمرين أو كلاهما معاً، الخوف على الناس والخوف من الفايروس.

قد يبدو هذا مستهجناً لكننا لأول مرّة شعرنا بأننا جزء من هذا العالم، هذا العالم الذي أغلق كّلّ شيء على الملايين في داخل سورية صار قريباً جداً، وصار مأزوماً مثلنا. هل يحملُ هذا أي نوع من الشماتة؟ بالتأكيد لا، وهذا الطرح مرفوض أصلاً لان الفايروس لايعرفُ أحداً، فكيف بنا نراه يقتل الآلاف من الأبرياء في كلّ مكان، وكيف بنا نراهُ يقتل الشعوب الطيّبة ولايقتل حكامها الذي أودعونا سجناً اجباريّاً!

نعم ليس لدينا أنظمة طوارئ متقدمة، وليس لدينا إمكانيات للبقاء على هذا المنوال، لكننا عشنا ونعيش حرباً مستمرّة ولهذا فإن الفايروس بالنسبة إلينا فصل جديد من رواية المأساة السورية وليس بداية جديدة، الفرق أننا نعيش التجربة منذ عقد والعالم يعيشها منذ شهر.

لنكن واقعيين لسنا قادرين على استشراف السيناريوهات القادمة، كُل شيء يبدو ضبابياً والجميع قلق، لقد أغلقنا معظم الدوائر الحكومية والتي تضمُّ جيوشاً بيروقراطية تعمل بطاقة مستنزفة، لقد جهزنا المشافي بما بقي من تجهيزات طبيّة، أصلحنا تجهيزات واستوردنا أخرى رديئة من دول مازالت ترانا ننتمي لفصيلتها الإنسانيّة، يأتيك أحد المسؤولين الأوروبيين هنا ليقول لاعقوبات على القطاع الصحي، إنه كلام مُتلاعب به، فكيف نشتري وحسابات الوزارات مجمّدة والعقوبات تنال كلّ العمليات المصرفية والتحويلات، وتنال المتعاملين في سورية حتى من الجنسيات الأخرى؟ هذه تفاصيل مؤرّقة كيف نشرحها للناس حول العالم؟ كيف نقولُ لهم أننا تعبنا بقدر ما أرادونا أن نتعب، واكتفينا!

نحنُ أحياء حتى اللحظة، ونحن متعاطفين مع كل الناس كما نحن حزينن لأجل أنفسنا، لأجلنا جميعاً من بقي ومن مات ومن تغرّب، لقد أعادنا كوفيد 19 لنشعر من جديد بمعاناة عالمية، بعد عقد من المعاناة الفردية، وكما نتمنّى خلاصاُ فرديّاً من الحروب على أرضنا فإننا نتمنّاهُ خلاصاُ جماعيّاً لكل البشريّة من الفايروس ومن تأثيراته التي إن أصابت الدول المتقدمة بهذا الشكل فما بالكم بما أصابتنا به من تعطّل وخسائر؟

نحن نستمع إلى الأخبار باستمرار، متى ما جاءت الكهرباء التي تنقطع وقتاً طويلاً بسبب العقوبات المفروضة على استيراد المحروقات اللازمة لتشغيلها، نحن نتابعكم على الانترنت الرديء لأنّ السرعة في بلادنا محدودة جداً، نحن نفرحُ لأنكم تكملون تعليمكم وأعمالكم عبر الانترنت، نحن مازلنا نحاول ان نفعل ذلك وقد لاننجح، سعيدون لانكم تستطيعون تحريك حساباتكم البنكية ويمكنكم طلب الإحتياجات عبر الانترنت، نحن مازلنا أبعد بكثير عن هذا، فبينما أنتم من عشر سنوات تبتكرون وتحسنون هذه الأمور نحنا كُنا نهرب من الموت، من بلدة لأخرى ومن شارع لآخر.

نُحبّك أيّها العالم، وننتظر خلاصاُ جماعيّاً مشتركاً يُعيدك إلينا ويُعيدنا إليك

وسيم السخلة – نيسان 2020

قد تكون هذه التدوينة مجرد رحلة في الذاكرة الشعبيّة السوريّة في العقد الأول من القرن 21 لتذكّر بعض مظاهر التديّن الإسلاميّة التي راجت في السنوات العشر الأولى من هذه الألفيّة، وطبعاً كان لوصول التكنولوجيا وانتشار الكومبيوترات والستلايت في البيوت دور كبير في هذا، ولرُبّما يخطر لنا سؤال مبدئي لماذا إسلاميّة فقط والجواب هو أنني عشت في وسط إسلامي محافظ ولاحظت من خلاله.

حاولتُ مع مجموعة من الأصدقاء تذكّر بعض هذه المظاهر، وهنا أقوم بتقديمها دون أخذ أي موقف مع كلّ الإحترام لطريقة أي شخص بالتقرّب من الله:

المكتبات الخشبيّة الجاهزة التي توضّعت في غرف الجلوس والصالونات والمليئة بالكتب الدينيّة ذات التجليد الفاخر والعناوين التقليدية، كانت تباع بشكل أساسي من خلال صفحات الجرائد الإعلانيّة الأسبوعيّة والبيع أغلبه كان بالتقسيط الطويل والمريح، وأصبحت في وقت قصير هذه المكتبات من أدوات التفاخر بين العائلات حتى أن بعض العائلات التي أعرفها لم تفتح هذه الكتب مطلقاً، المهم أنها موجودة لديهم وتوضّعت في الصالون.

المصحف الإلكتروني الذي يشبه شاشة الكومبيوتر ويوضع أمام سجادة الصلاة ويُستخدم من خلال ساعة توضع على اليد ومن خلالها يستطيع المصلّي التقليب بين الصفحات وتكبير الخط وختم الأجزاء وغيرها، هذا المصحف اهتمّت به العائلات الأكثر تديّناً بالدرجة الأولى وقد توفر بألوان وأحجمام ومواصفات مختلفة، وكان الأشهر مصحف المنير ذا اللون الحديدي.

القرآن الكريم في الصندوق الجميل كواحدة من هدايا المناسبات، لابدّ أنّ أي عائلة مسلمة سوريّة حصلت على صندوق خشبيّ أنيق وُضع فيه مصحف، يصلُح هذا الصندوق الحافظ للمصحف لأن يُوضع في غرف الجلوس وهو مزخرف وجميل وعند فتحه تظهر آية قرآنيّة منتقاة في جوف الغطاء، تم تداول هذه الهديّة كثيراً بين العائلات وخصوصاً في مناسبات النجاح في شهادات التعليم الأساسي والثانوي، والطريف أن بعض العائلات كانت تُعيد اهداء الهدية كونها حصلت عليها عدّة مرّات.

عداد التسبيح الإلكتروني، ليس شيئاً جديداً انتشار عدادات التسبيح بين النساء في سورية لكنّ الجديد كان تحوّلها من العدادات الميكانيكيّة ذات اللون الفضي إلى العدادات الإلكترونيّة الملوّنة والتي تعمل ببطاريّة الساعة، فُضّلت هذه العدادات لأنها لا تصدر أي صوت وناعمة توضع بين الأصابع بسهولة وقد توفرت بألوان وأشكال مختلفة وبأسعار شعبيّة، فقد كانت بشكل أساسي تباع على البسطات.

متابعة الفضائيات الدينيّة، مع انتشار الستلايت والديجيتال خُلقت منافسة غير مُعلنة بين قنوات الموسيقى والفيديو كليب والفضائيات الدينيّة التي بدأت بتمويل كبير تبث البرامج الإسلاميّة بطريقة محببة وتحاكي احتياجات الناس بالنسبة لبرامج الفتاوى وفقرات تجويد القرآن الكريم الجميلة، حتّى أنّ بعض القنوات افتتحت قنوات توأم خاصّة بالقرآن على مدار الساعة، وقد اشتهر من هذه القنوات اقرأ والمجد والعفاسي والناس وغيرها.

أغطية الصلاة الملوّنة للنساء، ترتدي النساء تفضيليّاً أثواباً خاصّة أثناء أداة الصلاة، ولرُبّما اعتادت بعض الأمهات أن تُبقي على رداء الصلاة في الأوقات بين صلاتين مثلاً، واللون المتعارف هو الأبيض لكنّ ألواناً جديدة كلّياً انتشرت لأغطية الصلاة إلى جانب الزخارف النباتيّة في الأطراف، وظهرت أغطية صلاة للفتيات الصغيرات أيضاً ذات ألوانة وزخارف مُحببة لتشجيعهنّ على الصلاة والعبادات.

مجموعة كاسيتات القرآن الكريم، وتعتبر من الهدايا القيّمة التي كان يُحضرها الحجيج معهم إلى سورية وأشهر المجموعات كانت بصوت الغامدي أو السديس وهي عبارة عن علبة بلاستيكيّة لها شكل الكتاب تحوي مايزيد عن 20 كاسيت مقسّمة بحسب الأجزاء، وفي وقت قليل راجت مجموعات الأقراص المدمجة بذات الشكل وخاصّة مع انتشار مسجلات السيارات والبيوت التي تشغّل أقراص مدمجة.

فرق الأناشيد الإسلامية، والتي انتشرت بشكل كبير لمناسبات الموالد النبوية وحفلات الخطوبة والأعراس والشفاء من الأمراض، وقد اشتهرت فرق عديدة صار لها صدى اقليمي مثل فرقة الإخوة أبو شعر وقد درجت عادة احضار الفرق المشهورة كنوع من التباهي والتفاخر حيث تقدم هذه الفرق أناشيد اسلاميّة موروثة تمدح النبي محمد والدين الإسلامي.

تطبيقات الصلاة التي انتشرت عبر أجهزة النوكيا بداية، وهي التي تعطيك الأوقات المحددة للصلوات اليومية وتتضمن خيارات التنبيه والرنين والأذان عند حلول الوقت، وقد راجت هذه التطبيقات على موبايلات الرجال خاصّة وكان من الطبيعي أن يبدأ الموبايل بالأذان قبل أبو بعد المسجد بدقائق، لاحقاً مع بدء استخدام نظام الاندرويد ظهرت تطبيقات أكثر تطوراً ودقة بالتزامن مع تراجع انتشار استخدامها.

توزيع الإمساكيات الرمضانيّة للماركات التجاريّة المتوسطة والكبرى، فأصبح من الطبيعي أن تجد لديك وقبل رمضان بعدّة أيام إمساكيات مختلفة وهي عبارة عن بوستر يتم تعليقه على الحائط كمساعد على معرفة أوقات الصلوات والأذان وخصوصاً الفجر والمغرب بالدقائق، وكم من امساكيات سبّقت يوم أو أخّرت يوم نتيجة عدم رؤية الهلال، بالطبع فإن الإمساكية نصفها إعلان قد يكون لملحمة مثلاً ونصفها الآخر صورة مسجد مع عبارة اسلامية والأوقات ضمن ثلاثة مربعات صغيرة.

التبرعات العينيّة للمسجد، راجت فكرة التبرعات العينيّة بالأدوات الحديثة مثل برادات المياه الستالس ستيل ولاحقاً كولر المي الصغير وقد درجت كتابة اسم الموقف على روحه أعلى الحنفيّة، أيضاً المكيفات الطولانيّة البيضاء وذات القدرات العالية التي درج التبرع بها لتوضع في أطراف المسجد، أيضاً تبديل سجادات المسجد القديمة بسجّاد موحد النمط والألوان وغالباً ذو لو أحمر قاتم أو عفني أي أخضر غامق، بالإضافة للوحات الإلكترونيّة في المسجد والتي توضّح أوقات الصلاة والإقامة والتاريخ.

سجادات الصلاة المحمولة، وقد راجَت قماشات بحجم سجادة الصلاة عليها رسم مزخرف إسلامي بعدّة ألوان يمكن طيّها وايداعها في جيب محبب صغير ووضعه في الحقيبة الشخصيّة للسيدات، وقد راجت بين السيدات والفتيات على الخصوص اللواتي التزمن دينيّاً بلباس إسلامي بعد بلوغهنّ سنّاً معيّناً مثل المانطو الطويل والعباءة والمانطو القصير.

البرامج التثقيفيّة الإسلاميّة على الكومبيوتر والتي انتشرت بشكل واسع مثل الموسوعة الإسلامية وضمّت كتب الكترونية اسلامية وأرشيف فتاوى ومسابقات ثقافية دينية لليافعين وصور إسلامية وأناشيد وفيديوهات ومعلومات عن المعالم الإسلامية وكل ما يخصّ الثقافة الإسلامية، سرعان ما تحولت هذه البرامج الشعبيّة إلى مواقع وطبعاً كان لكل برنامج تبعيّة دينيّة ومذهبيّة ما.

طيور الجنّة، عصومي ووليد وأهلهم وهي قناة أطفال ذات توجّه إسلامي محافظ، تبث من الأردن وقد تميّزت أغانيها بالإيقاع والكلمات المشهورة وحملت قيم مختلفة تأديبية وأخلاقيّة بطابع إسلامي كان محبباً للبعض ومنفراً للبعض الآخر.

نغمات رنين الموبايل الإسلاميّة مثل إلا صلاتي ما أخليها وغيرها والصور والخلفيات ذات الطابع الإسلامي مثل صور الكعبة أو صور برتقالة عليها ما يشبه كلمة الله كخلفيات للموبايلات التي زاد انتشارها وقتها مع مقاطع من القرآن الكريم للحجيج والصلاة والكليبات الإسلامية للعفاسي مثلاً.

انتشرت أسماء الأطفال من التراث الإسلامي بشكل أكثر من قبل، وكانت العبارة المشهورة عند قرار تسمية ولد جديد هي خير الأسماء ما حمّد وعبّد وكان من الطبيعي أن تجد عائلة وأسماء أولادها محمد وأحمد ومحمود مثلاً، وأيضاً الأسماء المنطبقة على الصحابة وآبائهم مثل أنس بن مالك وخالد بن الوليد وغيرها.

توزيع كتيّبات سورة ياسين وآيات من القرآن الكريم وانتشار فكرة حقيبة أجزاء القرآن التي تُعلّق في الحائط ونادراً ما يتم فتحها، كما وتوزيع الآيات القرآنيّة ذات اللون المذهّب والتي توضع كصمديات في الصالونات ضمن علبة مخمليّة حمراء أو خضراء، وطبعاً فإن العائلات الميسورة كانت توزّع مصاحف في العزاء طبع على أول صفحة فيها من الداخل طلب الرحمة لروح فلان والعائلات الأقل اقتداراً توزّع سورة ياسين أو أوراد صغيرة مثل الحصن الحصين وغيره.

الدعاة الشباب، من خلال الفضائيات ظهرت عدد من الأسماء الشابة كدعاة معظمها من مصر مثل عمرو خالد والذي قام بعدّة مبادرات على مستوى العالم الإسلامي مثل طلبه من الشباب طباعة بروشورات ضد ادمان المخدرات ووضعها في الصيدليات والمحلات وكانت هذه البرامج التلفزيونيّة متابعة بشكل كبير حيث قدّمت بطريقة مودرن وبدون لباس إسلامي للمرة الأولى ربّما.

ربط تشغيل السيارة ببدء دعاء السفر، سبحان الذي سخر لنا هذا..، انتشرت هذه العادة بين أصحاب السيارات المتدينين وكذلك أصبحت التعليقة في مرآة السيارة تتضمن آية قرآنيّة أو حديث نبوي أو ربّما توضع مسبحة كمنظر ومؤشر ديني، وهذا بالطبع بوجود المصحف الذي ربّما لم يفتح أبداً ويتم وضعه عند شراء السيارة على التابلوه الأمامي تحت الشمس فيتغيّر لون جلده ويبقى في محلّه كبركة من الحوادث والمصائب.

السبحات الملوّنة بلاشك انتشرت بشكل كبير بألوان متعددة وأطوال مختلفة ورغم أن الحجيج العائدين كانوا يقدمونها كهدايا إلا أنها وإلى جانب سجادات الصلاة والتلفزيونات الصغيرة للأطفال التي فيها صور الكعبة كان يتم شراؤها من محلّة المسكيّة بجانب الجامع الأموي بدمشق حيث تأتي بعد أن تصنّع في الصين أصلاً، وقد انتشرت فكرة مرافقة اللحامين حيث يحق للحامين المشاركة برسوم مخفضة أو مجانية مع المجموعات لنحر الخواريف واتمام مناسك الحج وكثيراً ما اصطحبوا أناساً كمساعدين يرغبون بالذهاب ولايملكون القدرة المالية.

أيضاً ديكورات المنازل خصوصاً الصالونات انتشرت فيها أقواس الجبس ذات النمط الإسلامي أو الشرقي والذي تضمن أيضاً آيات قرآنيّة أو كلمتي الله ومحمد وأحياناً أشكال نخيل أوعبارة ماشاء الله محفورة بالجبس، وترافق هذا مع انتشار الملصقات الدينيّة التي تحض على الذكر والإستغفار وتعد من يقوم بإعادة توزيعها بالبركة والخير، كذلك انتشرت ملصقات تحمل قصص تحذيريّة غير موثوق في صحتها وملصقات فيها أدعية لكل شيء من دخول الحمام وخروج البيت وغيرها.

ولم تكن صلاة التراويح بمنأى عن المتغيرات هذه، فقد ازداد ارتياد النساء لها مع توسع مساحات النساء في سدّة المساجد خاصّة ومع انتشار دروس الدين للسيدات في المساجد والبيوت، وكثيراً من كانت هذه الدروس كمساحات لقاء للأمهات الباحثين عن فتيات ملتزمات دينيّاً لتزويجهنّ لأولادهن وزاد هذا في صلاة التراويح واحياء ليلة القدر.

كانت هذه مجموعة من المظاهر ولاشكّ أن هناك الكثير لم ألحظه، ومن المنطقي تباين المظاهر من مدينة إلى قرية إلى حي، فهل مازلتم تتذكرون المظاهر الدينية من حولكم لذات الفترة؟

وسيم السخلة

الغير مرئي كان أهم ما حدث، يوم التطوع العالمي 2019

سيدّة تراقب طفلاً في الحي وهو يقوم بطلاء جدار منزلها كجزء من مبادرة تطوعية 2017 @waseemz

في أشياء كان صعب ننتبهلا ونحنا جواتا، لما شوي بتتغير ادوارنا منبلش نشوف الشغلات من منظور مختلف، العمل الانساني والتطوعي بسورية خلال العقد الماضي ساعد الناس، هاد كان أهم شي قدم للناس دعم بأشكالوا المختلفة بس بالاضافة لهالشي في كم نقطة خطرولي بمناسبة يوم التطوع العالمي 05-12-2019 حابب شاركن

التجربة! متخيلين قديش في سوريين جربوا يعملوا شي؟ قانون الجمعيات القديم واولويات الحكومة ساهمت بغضّ النظر والتغاضي عن سنوات من التجارب بنجاحاتها وأخطائها عفكرة

التعرّف، قديش في سوريين تعرّفوا ع مناطق، ع بعض، ع اهالي، ع سورية، ع العادات والتقاليد واضطرّوا يفهموا ويفاوضوا

كسر احتكار جمعيات النخب الطائفيّة والمدينية (وهالشي إلو آثار ايجابية وسلبية معاً)

خلق مئات الجمعيات والمؤسسات الجديدة بعناوين وأهداف مختلفة إلى حد ما عن جمعيات العقود الماضية

بناء القدرات يلي صار لآلاف المتطوعين من كتابة سيرة ذاتية وحتى إدارة المنظمات غير الربحية، أجزاء كبيرة منن أعادت استثمار هي المهارات بأعمال خاصة وحياتا الأكاديمية والعملية

الاختلاف! فينا نتخيل حجم وعدد الانشقاقات يلي صارت بالفرق والجمعيات، وولدت لاحقاً كيانات جديدة كلّياً واكيد هالشي ما كان كلّو ايجابي بكل المطارح والأوقات

تعميم وتعويم شعارات جديدة، صار في ناس بمختلف المناطق تحكي مفاهيم متشابهة، هلأ في طرق فهم مختلفة أكيد بس في كتير مفاهيم أيضاً صارت بديهيات لمجموعات من الناس منتشرة

تدوير الأموال يلي صار، سواء بين برا وجوا او بين جوا وجوا هالشي خلق فرص عمل لآلاف الناس، بنفس الوقت يلي حسّس آلاف الناس بإنن قدموا زكاة وخُمس وتبرعات وخلافو

الابتكار، ابتكروا الناس كتيرأساليب ليوصلوا لمناطق ولشرائح، تعلموا شغلات جديدة كلّياً

خلايا العمل يلي تشكلت بكل مكان تطوعي، تقسيم المهام والمسؤوليات وحتى الانتخابات أومشاعر الناس بالتسلط  بكتير مطارح

مجالات عمل جديدة كلياً على عدد ضخم من الجمعيات، نفض الجمعيات وإعادة تشكيلها، زيادة اعداد أعضائها وزيادة تنافسن ع السلطة/المسؤولية فيها

اكتساب السوريين مهارات التجمع والحشد والتعبئة يلي رح تساعدن يبنوا أحزاب وحركات سياسية بس يكون المناخ أكثر ملائمة

العبور عن الطوائف وخاصّة بالتجمعات الشبابيّة، هلأ في كتير عالم رح يفضلوا يصنّفوا الجهود التطوعية بس بحالة معقدة متل سورية اختلط السياسي بالديني بالإنساني

السفر، قديش ناس سافرت واتعرّفت وتعلّمت، كان رح يكون صعب ع كتير متطوعين أخدو فرص سفر انن يكونوا قادرين يزور بلدان بقصد السياحة أو التعليم

مفاوضة السلطة، اختبروا كتير متطوعين كيف يفاوضوا السلطة بكل معانيها، الأهل، المجتمع، الحكومة، كيف ويشرحوا لعنصر الامن يلي جاي ع نشاطن بالحديقة مثلاً شو عم يعملوا، وهيك لحتى يقابلوا اعلى المسؤولين بالدولة والحكومة ويحاولوا يكسبوا مساحات جديدة وفرص تفاعل كل مرّة

كسر خطوط الصراع – أحياناً- من خلال المشاريع المشتركة بمختلف المناطق ولمختلف الناس

جلب ملايين الدولارات من الخارج يلي ساهمت بتغذية المصرف المركزي بالعملات الأجنبية وابقاء سعر الليرة أقل تدهوراً، أي أموال رسمية بتتحول لسورية بياخدا المصرف وبيحولا للمنظمات بالليرة السورية، أيضاً التمويلات عبر الحدود ساهمت بضخ عملات أجنبية بالسوق

تشكيل وخلق انتماءات جديدة وهالشي الو أبعاد سلبية وايجابية، التطوع ساعد الناس تتكتّل وتنظر لنفسها ككيانات متوازية واحياناً متنافسة

المشاعر الإيجابيّة يلي اتولدت من خلال شعور المتطوعين بالانجاز من الصور يلي أخدوا أو مشاعر الناس لما ساعدوا، هالشي ساهم بإنن يضلوا يحسوا بالقيمة رغم كل السواد يلي كان عم ينتشر

كان عقد قاسي وصعب بس كمان كان مليئ بالطاقة السوريّة، وبكفّي

 

وسيم السخلة
ناشط ومؤسس في عدّة كيانات مجتمعيّة سورية

وهلأ لوين!؟ | كلمة خريجي العلوم السياسيّة – جامعة دمشق 2019

الساعاتُ الطويلة، سهرُ الليالي، الاستيقاظ مبكراً للحاق بمحاضرات الثامنة والنصف، المطلوب والمحذوف، العملي وبرنامج الامتحان، انتظارُ نتائج المواد، الأوراق الضائعة وموقع الكليّة، الذي انتظرناه أكثر ما انتظرنا حبيباتنا. كلُّ هذا أصبح ذكريات جميلة وقاسية .. مضت

نصنعُ المستقبل
على مرّ التاريخ دوماً كان هناك مؤثرون يتقدمون مسار البشرية، وغالباً ما كان أهم الموضوعات الكبرى في حياة الشعوب، من يتقدّم من؟ حدثنا سمير اسماعيل يوماً: وكلّما نمت معرفةُ الإنسان كان التساؤل يكبُر وكانت صعوبة الاجابة تتعقّد!
لقد تعلّمنا نعم ولكن بديهيّ أن نقول أنه ليس كلّ خرّيج مننا أصبح سياسيّاً، بل نقول: نحن مشاريعٌ يصعُبُ حصرها، فلقد درسنا علوم السياسة ولمّا نمارسها جميعاً. أمام مجتمعنا نحنُ طلائع منتظرة، ولايجب أن تحبطنا الظروف بل أن تزيدنا ثقة بأهميّة أدوارنا ومسؤولياتنا تجاهها، فماذا أعددنا للمستقبل؟

كانت أياماً صعبة وممتعة!
مرّت السنوات الجامعية بقسوة، عشنا جميعاً الحرب وعاش كلٌّ مننا طلاب وأساتذة واداريين معاركهُ ليستمر ويبقى، واليوم ليخرّج ويتخرّج. مررنا بظروف معقّدة حتى صح أن نقول لأحفادنا أننا درسنا على ضوء الشموع وكنّا رهائن الوقت والانتظار.

نحلمُ بسورية 
في هذه السنوات الحاسمة من تاريخ سورية، علينا التفكير بالمستقبل كأنّهُ المسؤولية، لا الترف! اجتراحُ الحلول لوطن نرجوه معافى ومستقل ومحرر وديموقراطي وحُر، يجب أن يكون في صلب أولوياتنا وأعمالنا. فكيف اليوم نعيدُ تنظيم أنفسنا ونمارس مواطنتنا في روابط أو نقابات أو جميعات وأحزاب؟ ومن يتطلّعُ مننا لمتابعة دراساته العليا فهل فكر بما سنُضيفهُ لسورية قبل أن نضيفهُ لمسيرتنا العلمية؟

شكراً لمن علمونا التفكير
أساتذتنا الذين قضوا الساعات الطوال في تحضير مادرسناه وتصحيح أوراقنا التي دوّنا فيها آلاف الاسطر، وكبُرنا فيها مادة اثر أخرى. هل تذكرون اجاباتنا الأولى عن الأسئلة الأوليّة؟
شكراً لمن علموا بصبرٍ في الأمور التنفيذية والادارية، ونظموا لنا آلاف الأوراق الروتينية. ولعمال النظافة أيضاً الذين تحملوا استهتارنا في كلّ قاعةٍ وممر، وكلّ من دعمنا في أيّ مكان حللنا به في كلّيات الجامعة. ولاننسى عائلاتنا، تحمّلوا معنا هذه السنين الطوال وهذا الحفل ربّما هو جازتهم وفرحهم قبل فرحنا.

نأملُ أن يحظى الطلبةُ من بعدنا بفرص تدريبية أوسع ومناهج معاصرة أكثر تفاعلية واجراءات روتينية أقل وظروف وطنية أفضل. نفخرُ بجامعتنا – جامعةُ دمشق – العريقة، أكثر من 100عام في خدمة العلوم والمعارف، وأختمُ بشعارها وقل ربّ زدني علماً.

كلمة الخريجين – وسيم السخلة
حفل تخرّج كليّة العلوم السياسية – جامعة دمشق
مدرّج الهندسة المدنية 08/05/2019

Newer posts »

© 2024 Waseem Al Sakhleh

Theme by Anders NorenUp ↑