هالدّني بتساع الكل <3 - Life can accommodate everyone

Category: syria (Page 2 of 2)

حقوق الانسان .. ذكريات الخيبات الأولى

 

في الصورة تبدو مدرستي وقد تحولت لمركز ايواء

اليوم يصادف اليوم العالمي لحقوق الانسان تعيدني هذه الذكرى عشر سنين للوراء ..

كانت مدرستي للتعليم الأساسي تتبع لوكالة الغوث الدولية – اونروا وقامت ادارة المدرسة وقتها بتشكيل لجنة حقوق الانسان في المدرسة وهي مؤلفة من عدة أساتذة وطلاب مختارين

لم أوفر جهدا وقتها في البحث عن حقوق الانسان وماذا تعني ومنصبي الجديد

في المكتبة والتي كانت سوفيتية بالمطلق في منزلنا مطعمة ببعض المؤلفات الدينية
قرأت كثيرا وقرأت أكثر عن صراعات هذه الحقوق مع الأديان والايدولوجيات

عدت للمدرسة متحمسا .. في أول اجتماع للجنة طرحت مسألة العصي التي يستخدمها الأساتذة لضبط الطلاب ، اقترب مني المدير وقال لي : خلينا نأجلا للاجتماع الجاي هاد بدنا نكتب فيه محضر ..

استمر الاجتماع بالحديث عن بديهيات وأمور غير ذات قيمة

وكان الاجتماع الأخير .. بعدها حاولت كثيرا طلب عقد الاجتماع وكانت الحجج مختلفة

وفي انتخابات البرلمان الطلابي حصدت أصوات الطلاب على مستوى الصف وعلى مستوى البرلمانيين أيضا فانتخبت أمينا عاما للبرلمان

وفي الجلسة الأولى اقترحت تفعيل لجنة حقوق الانسان في المدرسة وكانت الجلسة تصور عبر الفيديو فوقف المدير معترضا وطلب اعادة بدء الجلسة لأنه “لايجوز أن يظهر ذلك في الفيديو الذي سيرسل للاونروا”

يومها كان الفاصل بأن أعرف حقيقة تطبيقنا نحن الشعوب المشرقية لهذه الأمور .. نعم لدينا برلمان بلا عمل برلماني ولدينا دستور بلا تطبيق وقوانين مهترئة بلا تعليمات واضحة ..

حقوق الانسان ليست شرعة حقوق الانسان المؤلفة من 5 وثائق فقط بل هي التراكم الحضاري والتاريخي الذي يشكلنا ويشكل مستقبلنا

وسيم السخلة – شتاء 2016

المدينة التي تمنّت السلامة لكل الناس، سلامتك يا حلب

لايمكنك أن تُقابل أحداً من حلب إلا وسيتمنّى لك في بداية ونهاية حديثه السلامة، ميت السلامة خيّو/أخوي والوجوه الحلبيّة حامية ودافئة وكلامهم عن المدينة والحرب يُشعرك أنك بحاجة لضمّ المدينة وأهلها، ببساطة هذه المدينة تمّ تخريبها، والحياة هُناك ثمّة من حاول تعطيلها لكنّ الهمّة الحلبيّة تتجاوز ذلك مع كلّ إشراقة صباح يتوجه فيه الحلبيون إلى ورشهم لإعادة تصنيع حياتنا، حلب هي مصنع سورية. في بعض المشاهدات أحاول إجمال المدينة كما لمستها هذه المرّة

على أمل أن يعبر السوريون نحو خلاصهم

1. الطريق إلى حلب أصبح أقصر مما نعتقد

في السنوات الماضية التي زرتُ فيها حلب كان الطريق مرهقاً جدّاً وطويلاً جدّاً، أما في هذه المرّة ومنذ إعادة تشغيل الطريق الدولي نحوها كاملاً أصبح آمناً وأصبح سهلاً بلا مطبات وبساعات أقل وعبر رحلات منتظمة للبولمان يمكننا مثلاً الذهاب من دمشق إلى حلب ذهاب أو عودة بمبلغ 4500 ل.س (للقرّاء من خارج سورية المبلغ يعادل أقل من 2$ في وقت كتابة هذه التدوينة) والسفر في كرسي مريح وعبر شركات متعددة، والمفاجأة الألطف أن تشغيل القطار مع دمشق سينطلق خلال أيام!

دَرب حلبْ

2. إلى “ورشة” لو سمحت

شريكي الأساسي في حلب هو أنطون مقديس، تعرّفت إليه منذ سنوات في دمشق وجمعتنا مشاريع وأحلام أجزم أننا لو أردنا تحقيقها سنحتاج قرناً جديداً على الأقل، وصلتُ ليلاً ودعاني أنطون لمقر ورشته الفنيّة والثقافية وسمّاها “ورشة” دخلت إلى المكان الذي فاجأني بديكوره البسيط والمبتكر، طاولة تتوسط الصالة على طريقة الورشات تحيط بها الكاميرات واللابتوبات والكتب، بالإضافة لبعض الأدوات القديمة التراثيّة، اسمعتُ إلى المجموعة التي تحضّر حلقة جديدة من برنامج “بلا معنى” ودارت نقاشاتنا المعقدة الطويلة المؤجّلة منذ سنة على الأقل. استطاع أنطون خلق أجواء لإنتاج ثقافي يشبه المدينة ولعلّ قصته المطبوعة “مغامرات جوري” باكورة مهمّة من هذا النتاج إلى جانب مجتمع سماور وبرامج ورشة الأخرى.

العدد الأول من مغامرات جوري، يمكن طلبه من “ورشة”

3. خيو هي مفتاح البيت، صرت جاري

رغم أنّ الوقت كان قد تأخّر إلا أنّ والدة أنطون ريما وهي صديقتي أيضاً كانت ما تزال تنتظرنا، تأكدت أنّ لديّ ما أحتاج للنوم في المنزل المجاور الذي سأقطنه خلال تواجدي في حلب، وكان لابدّ من بانوراما للحياة في حلب قبل وخلال الحرب على ضوء الشموع ومع رائحة دخان أنطون (الكريهة) حمرا طويلة. هذه العائلة رفضت الرحيل رغم إمكانيّته، ريما تتنفّس حلب كما عائلتها.

الأسواق التقليدية والحلويات الشعبية

4. باركود للمراسلات في ديوان وزارة التربية

في الصباح توجهت إلى مديريّة التربية لإتمام أوراقي الرسميّة التي تمكنني من حضور صفوف مدرسيّة كجزء من أدوات رسالة الماستر الخاصة بي، اللطيف أن مديرية حلب هي الوحيدة بين المديريات التي زرتها و يتضمن ديوانها المركزي باركود تمّ إلصاقه على الكتاب، وبالتالي تخلّصوا هناك بالفعل من سجلات الصادر والوارد وأصبح كل هذا ملف إلكتروني في صالة تبتسم لك الموظفات فيها بتهذيب على طريقة شركات الإتصالات المتقدمة.

مبنى للمعارف من أيام العثمانيين يتم ترميمه في محيط قلعة حلب علم،أدب

5. مساحة عمل رائعة في حلب!

أتابع إنجازات الأصدقاء وأعمالهم وكلّي ثقة بأهميّة ما يقومون به، ولكنني وبصدق لم أتصوّر أنهم تحدّوا ظروف كثيرة ليبدأوا مساحة عمل أنيقة في المدينة لاتفرق كثيراً في أهميتها عن مساحات العمل في المدن التي زرتها خارج سورية، إلا أنّ ما يميّزها أيضاً أسعارها المعقولة والكراسي المريحة، الانترنت كان ممتازاً والكهرباء لاتنقطع، كما أنها مساحة للقاء أصدقاء وزملاء عمل جمعهم انقطاع الكهرباء وربما إحدى صالات الإجتماعات المتاحة. المثير أيضاً أنّ الصورة التي وضعتها من الخان وجد فيها بعض الأصدقاء المسافرين واجهات مكاتبهم السابقة أو بيوتهم في نفس الحارة تماماً، هذه حلب في كلّ جزء منها يتشارك الكثيرون الذكريات والحاضر والمستقبل. زوروا صفحة الخان على فيسبوك

الخان من جديد على الطريقة الحلبية

6. سهرة البربارة الدافئة

في ليلة البربارة كنّا على موعد مع سهرة دافئة في بيت أنطون، حيث دعت العائلة أصدقاء أولادهم وتحلّقنا حول الشيمونيه لتناول المأكولات اللذيذة التي صنعتها والدة أنطون، وكوني نباتيّاً فلم يكن من الصعب إيجاد أطباق تناسبني رغم حفلة الشواء على الأسطوح، السليقة كحلوى تقليدية تصنع في هذا اليوم المبارك كانت حاضرة أيضاً ورغم انقطاع الكهرباء التي جاءت أخيراً فقد جعلت حرارة العيد وابتسامات الأصدقاء من تلك الليلة ليلة مميزة وحنونة.

السليقة، حلوى البربارة التقليدية

7. معلّمة وطنيّة تتحدى ظرف ال60 طالب في الصف

لم يخطر لي على بال أن تكون المدارس التي قصدتها تضمّ أكثر من 60 طالب في كلّ صف مدرسي، لقد كانت مفاجأة غير سارّة رغم مرور سنوات على استعادة المدينة ووجوب إصلاح المدارس المتضررة. الجميل أنّ مدرّسة مادة تربية وطنيّة فاجأتني بأنها تعلّم دروسها وفق طرق تعلّم حديثة كاستخدام مجموعات العمل والبطاقات الملونة، وبشخصيتها الجميلة تستطيع ضبط صف يضم هذا العدد الكبير، اذاً هذه معلّمة تحدّت ظرفاً صعباً وتستطيع من خلال ساعاتها في المدرسة تحقيق ما نحلم به جميعاً من صفوف غير تقليدية تعتمد العمل الجماعي.

صف دراسي في حلب ومعلّمة رائعة

8. عند مطعم أبو آغوب وحنّا كعدة في مقهى الشباب

ربّما أكثر ما يميّز حلب حتى اليوم قدرتها على الصمود، والصمود هنا ليس ذلك المستخدم في الأخبار بل هو صمود الحوانيت والمشارب والمقاهي والمحلات الشعبيّة في وجه نمط الحياة الحديث والفخم والذي بدأت معه دمشق تفقد هويّتها، في حلب ما تزال هذه الفضاءات متاحة لكلّ الناس، رخيصة، ممتعة بدون تكلّف، منتشرة، وتتعاطى مع الزبائن كأصدقاء، على سبيل المثال قضينا سهرة ممتعة وضاحكة وعشاء لذيذ عند أبو آغوب، كما كانت لنا صباحيّة مهمّة في مقهى الشباب ونحن نرى مجموعات المتقاعدين تتحدث بشؤون البلد وتخلطها مع شؤنهم الخاصة بصوت عالي، وكأن المقهى طاولة واحدة، أيضاً كان هناك من جلب الياسمين منذ الصباح ليقرأ مجلّة الموقف الأدبي.

صباح عادي في مقهى الشباب

9. القلعة لجميع الناس

في جولة صباحيّة لمحيط قلعة حلب يوم الجمعة استرعى انتباهي رحلة مدرسيّة لمدرسة مختلطة من ريف المدينة، كانوا يرقصون على موسيقى شعبيّة تُعجبهم، في مكان آخر بائع القهوة المرّة بلباس تقليدي يضرب شعراً مع كلّ فنجان ويغيّر فيه حسب اسم الشارب، في مكان آخر ثمّة من يستمتع بهدوء ويشرب قهوة، مصور جاء مع مودل لتصوير بجانب القلعة، في الأفق أولاد عادوا لتوّهم من فرن الخبز، أما نحن فقد جلسنا للتأمل وأحد ما طلب اسبريسو مع النستله! أيّ مشروب هذا! اذا القلعة للجميع يفعلون بها ما يحلو لهم ويحبونا بطرقهم المختلفة.

يوم الجمعة، عائدون وقد حظيو بخبز الدولة من الفرن

10. بيانو حلب، لا أحد يستطيع إيقاف الأفكار الجميلة

بدأنا بيانو (لقاءات إسلاميّة مسيحيّة) منذ سنوات، وأقيمت نسخ متعددة من بيانو في محافظات مختلفة، كان أنطون شريكاً أساسياً واليوم يقوم بعدّ نسخ بيانو الحلبيّة والتي جاءت مختلفة بعض الشيء، إنّ الأفكار الجميلة تنتشر وهذا ما يجعلني سعيدٌ دوماً أنّ ما ننجزهُ يبقى ويستمر ويتوسع أثره ولا بُدّ أنه يصير أغنى في كُلّ مرّة ومع كلّ شخص وكلّ مجموعة.

من بيانو حلب، عرض فيلم “نوافذ الروح” من تقاليد افتتاح بيانو

هذا ليس كُل شيء عن حلب، لاتكفي حلب مدونات طويلة ولكنّها مجرّد مشاهدات وخبرات أحببتُ تشاركها، ومية السلامة يا جماعة.

وسيم السخلة – شتاء 2020

مواقف وأماكن في زيارتي لحمص، قلب سورية

في مسيرتي الدراسيّة لإنجاز القسم العملي من رسالة الماستر الخاصّة بي كانت حمص محطة أساسيّة لإنجاز الملاحظة المباشرة وحضور صفوف دراسيّة، وفي رحلتي القصيرة جدّاً أحببتُ تدوين 11 من الأشياء اللطيفة في هذه المدينة التي تتوسط سورية وتستحق أن تسمّى قلب سورية ♥️

ربّما تكون حمص من المدن السورية النادرة التي يتوسطها نصب تذكاري قدّمته امرأة سورية أو سمّي باسمها

1. البداية مع سائق التكسي المبتسم!

حطّت بي السيارة التي تشاركتُها مع مجموعة ركّاب من دمشق لحمص في دوار تدمُر، ومباشرة أشرت لتاكسي للذهاب نحو مديريّة التربية دون تضييع الوقت، حددتُ للسائق الأجرة التي سأدفعها نظراً لعدم التزام السائقين بما يظهر على العداد هذه الأيّام، السائق وجد أن الأجرة زهيدة، لكنهُ سألني: انتِ من الشام استاذ؟ فأجبته مستهجناً: نعم فقال لي اتفضل انتِ ضيفنا شرّفت! وبدأ يحدّثني أنهُ يحبّ الشام وهو يضيع فيها وأن حمص صغيرة جداً وعند الوصول حاول رفض أن يأخذ الأجرة على اعتبار أنني ضيف في مدينته، كان صادقاً جداً وكان هذا الموقف بداية لطيفة ليوم جميل، نقدّتهُ الأجرة مضاعفة وتمنّى لي التوفيق في بحثي.

هل تُستخدم هذه المستوعبات المنتشرة لأغراضها بالفعل؟

2. في مديريّة التربية، بخدمك بعيوني أستاذ!

طلب إليّ حارس المديريّة ارتداء الكمّامة قبل الدخول، وفي المكتب المختص بالمديريّة طلب الموظف منّي الجلوس وطلب لي قهوة عندما عرف أنني طالب ماستر، وقال لي أمورك محلولة استاذ، حطّ غراضك عندي وسجّل الكتاب بالديوان لو سمحت. عدتُ لأجد القهوة واستفسر منّي عن عنوان البحث وأعجب به، قال لي أن الموظف الذي أحتاج توقيعه في جولة لافتتاح شيء ما تابع للمديريّة، وطلب إليّ مراجعة مدير التربية مباشرة بعد أن شرح الوضع لمدير مكتبه، ما إن وصلت حتى تمّ تأشير الكتاب ورجعت لأرى الموظف وقد جهز لي الكتاب الموجه للمدارس وبقي توقيع آخر فقط، بعد أن ذهب معي لتوقيعه قال لي: موفق أستاذ شكرته على المساعدة في تيسير الأمر فأجابني: بخدمك بعيوني أستاذ، ياريت تبعتلنا نسخة من البحث بس تخلص.

جزء من الجدار الجميل الذي يستقبلك عند دخول مديرية التربية في حمص

3. هي مفتاح تاني للبيت خود راحتك!

وصلت إلى منزل صديقي جورج زيربة، الذي انتظرني في الخارج، مرّت أكثر من سنة على اللقاء الأخير، كان جورج قد أجل موعد عمله لاستقبالي وبعد التحيّات والأشواق قدّم لي نسخة من مفاتيح المنزل وقال لي: خود راحتك.

إنّ الجولة مع جورج زيربة هي رحلة ثقافيّة كاملة ولو كانت ليليّة

4. صاحب محلّ البقالة يعيد 10 ليرات سوريّة لجورج

اصطحبني جورج إلى السوق المجاور، وطبعاً في تمشاية مع جورج أنت أمام موسوعة ديموغرافية وتاريخيّة وثقافيّة متنقّلة، وعدني جورج الذي يُحاول التحوّل إلى النباتيّة مؤخراً بصينيّة خضار مشويّة في فرن الحارة، اشترى الخضار وبعض الفواكه وكان أن أعاد له البقال عشر ليرات سوريّة معدنيّة، وهي قطعة النقود التي لم أعد ألحظها في التعاملات المالية بدمشق منذ سنوات ربّما.

نبض المدينة والناس

5. ملجأ مُهمل يحوّله المتطوعون لفضاء جميل

اصطحبني جورج لمقرّ مؤسسة بيتي التنمويّة في الحي، وهو يشغل عضويّة مجلس الأمناء فيها وكنت قد تعرّفت إلى بعض أعضائها في مرّات سابقة، سررتُ بتحويل الأرض المهملة إلى حديقة جميلة مزيّنة ونظيفة يرتادها سكان الحي، إلا أنّ المفاجأة كانت بتحويل الملجأ المهمل في أسفلها والذي كان معداً ومغلقاً منذ حوالي نصف قرن تقريباً إلا أنه استخدم في السنوات الأخيرة قبل استعادة المدينة القديمة بأعمال متعددة، لقد قام متطوعوا بيتي بتظيفه وتسمية قاعاته لتكون منتجة وترفيهيّة وتدريبيّة ومفيدة لسكّان الحي أنفسهم، وماتزال أعمال التأهيل مستمرّة، كان جورج يتحدث عن قاعة السينما التي يعملون عليها وكأنّه لن يغادر هذا المكان في حياته أبداً، الصفحة الرسميّة لمؤسسة بيتي للتنمية على فيسبوك

الحديقة المجاورة التي تقوم مؤسسة بيتي بالإعتناء بها في حي الحميدية

6. بيتي للتنمية هي بيتي أيضاً

دخلنا لمقرّ المؤسسة مقابل الحديقة، كان ثمّة اجتماع مسائي للمتطوعين حول مدفأة حطب ذكرتني بالمدفأة القديمة في بيت جدّي في منطقة الفيجة بالريف الدمشقي، سرعان ما تعامل معي الأعضاء وكأنني من المؤسسة وناقشنا بعض الأمور والأفكار ولفتني حقيقة الطيف الديني المتنوع لمتطوعي المؤسسة التي تنشط محليّاً بين أحياء متنوعة، أهدوني في المؤسسة نبتة بفخارة صغيرة، شعرت معها بأنّ بيتي التي تبعد كثيراً عن بيتي هي أيضاً بيتي.

مدخل الملجأ الذي تقوم مؤسسة بيتي حالياً بتجهيزه ليكون مساحة مجتمعية رائعة

7. دار للأوبرا تحوّلت إلى مقهى شعبي

هناك صورة خاطئة بأنّ حمص مدينة تفتقد للحيويّة، وبمجرّد دخولك للمقاهي الشعبيّة مثل الفرح الذي أعرفه سابقاً والروضة التي تعرّفت إلى صالتها المغلقة للمرة الأولى ستكتشف أنّ الناس يتجمعون ويمارسون طقوس القهوة من لعب للورق وتناول المشروبات والتدخين في دار كانت مصممة لتكون دار أوبرا في 1922! أيّ قدر رمى بهذا الصرح المميز والذي تبدو عليه التفاصيل الرائعة لتتغيّر مهمته إلى مقهى شعبي.

الصالة الشتوية لمقهى الروضة وسط حمص

8. مساحة عمل صديقة جداً DOORS

اصطحبني صديقي توفيق عثمان إلى شركته التي تسكُن في عقار قديم وجميل عمره حوالي نصف قرن، دورز هي شركة هندسيّة ولكنّ توفيق حوّلها لمكان مناسب للدراسة والعمل والنشاط المجتمعي، كما زودها بالأدوات اللازمة وحافظ على هويّة العقار فتبدو شركة في منزل ومنزل في شركة، يمكنكم متابعتها على فيسبوك! دورز

من الأسطوح اللطيف لمساحة دورز – صورة من فيسبوك

9. سلسلة كتيّبات بسيطة اسمها: وفاءاً لهم

لفتت نظري مكتبة دار الإرشاد في شارع عبد الحميد الدروبي، دخلت لمطالعة بعض العناوين فخرجت ببعض الكتب، لكنّ أكثر ما لفتتي واقتنيت بعضاً منه هو سلسلة بسيطة اسمها: وفاءاً لهم، فيها يتحدثون وبشكل مبسّط وصغير ودون تكلّف فني عن شخصيات أو أماكن في المدينة، مثل طبيب الفقراء أنيس المصري (1926-2014) والذي نشط في جمعيّة البر والخدمات الإجتماعية الشهيرة في حمص، كم نحنُ بحاجة لهذه التفاصيل لإعادة إغناء ثقتنا بمجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة وتقديم النماذج للتعلّم والمشاركة. أيضاً خرجت بكتاب عن الأحزاب والجمعيات والصحف أيام العثمانيين في حمص، ولعلّ أغرب مالفتني أسماء بعض الصحف القديمة مثل جريدة “ضاعت الطاسة” 1910 وجريدة “جراب الكردي” 1914!

شارة جريدة ضاعة الطاسة الحمصيّة 1910

10. الأصدقاء الذين نصدفهم في الشوارع وكأننا في حيّنا

تكرر الموقف عدّة مرات أثناء جولاتي على المدارس أو في الأسواق، أدرك تماماً أن حمص تبدو صغيرة كمدينة علماً أنها كبيرة كمساحة إداريّة ولكنّ الملفت أنّ كلّ الأصدقاء الذين صادفتهم في الطريق وأغلبهم التقيت بهم في تدريبات سابقة، أو ورشات أو عندما كنت مسؤولاً عن المتطوعين الشباب في تنظيم الأسرة كانت تجمعهم حرارة الإبتسامة، الناس ودودون وفي فترة إقامتي القصيرة للأسف لم أستطع تلبية سوى دعوات قليلة من عشرات الدعوات اللطيفة.

من حديقة ومقهى نقابة الفنانين التشكيليين في المدينة

11. أمسية غناء أوبرالي رائعة، في مسرح قصر الثقافة

من الصدف السعيدة أن ألاحظ إعلاناً لأمسية غناء أوبرالي سيعزف فيها على البيانو المحبب لنا ميساك باغبورديان قائد الفرقة السمفونيّة الوطنيّة، دخلنا إلى المسرح المهيب في حمص وخلال أكثر من ساعة كنّا في حضرة الجمال والروعة، كانت أصوات كل من رشا أبو شكر وميخائيل تادرس مع البيانو تشكل جو رائع، وكان وقتاً ساحراً نقل الحضور إلى القرون الماضية لسماع قصص كلاسيكيّة أوروبيّة بأصوات سوريّة مهمّة.

من عرض أمسية الغناء الأوبرالي في مسرح قصر الثقافة

هذه المشاهدات ال11 ربّما هي جزء بسيط من مشاهدات أخرى حظيت بها على الرغم من الوقت القصير في المدينة لأن الزيارة كانت لأغراض دراسيّة هذه المرّة، في كلّ مرّة يزيد شعوري بالتعلّق أكثر في هذا البلد المشرقي الجميل كما كان يسميه دكتورنا الراحل سمير اسماعيل.

وسيم السخلة / شتاء 2020

نحو مستقبل واعد، كلمة الختام في برنامج نمو

نمو – نحو مستقبل واعد – حفل الختام

هذه ساعة لطيفة بالفعل، أن نعود لنلتقي في سورية ونلتقي معاً بعد أن قضينا أياماً وساعات نتواصل افتراضيّاً..

من اللحظة الأولى التي رسمنا فيها هذا البرنامج كان الرهان كبيراً، وكنّا نقول مالذي نحاول فعله في هذا الظرف التاريخي المسدود؟

كلّ شيء من حولنا يتداعى، الأحلام والطموحات، حتى الإحباطات جاءت مضاعفة ولم تشفع لنا عشر سنوات سوريّة لنبدأ بمستقبل جديد لنا جميعاً.

كانت الفكرة أن لاندرّب على المواطنة، فالمواطنة ليست موضوعاً تدريبيّاً بل كانت الفكرة أن نترافق معاً في رحلة مواطنيّة نعود فيها إلى القرن السوري الماضي،
وأن نبقى في الحاضر نسأل ونجيب، فنرى كيف كنّا ونعيد ترتيب أفكارنا اليوم لنرى أين نريد أن نذهب.. ومعاً

هذه السنوات التي هي عُمرنا هي لاشيء في عمر سورية، آلاف السنين من الوجود ومن التجربة الإنسانية ونحن سنواتنا ماهي إلا طيف عابر، لكنّه عمرنا وهو مستقبل أولادنا القادمين والأجيال السورية الجديدة،

إمّا أن يلعننا التاريخُ القادم أو نبدو فيه كمجموعة من المؤمنين بأن سورية تستحق وعملنا لأجلها، هذا الكلام ليس انشائيّاً بل هو الكلام الأساسي، لن يفكر أحد عننا ولن يأتي لنا أحد بمستقبل جيّد ولن يبني أحد لأجلنا سورية..

مهما سافرنا وتخلّينا فإن القدر السوري سيرافقنا ويرافق أولادنا، المسألة لا تنتهي بالسفر ولا بالاستقرار في الخارج ولا بالإنزواء.. سورية مهددة بأن تعيد الحرب من بدايتها، أفلا نقوم بما يمنع ذلك؟

مازلتُ مؤمناً أن مسألة الوعي والوعي الجمعي تجاه أنفسنا وأدوارنا كسوريين هو المقدمة وهو الحل، لن نختلف بعد أن نعرف جميعاً ولن نختلف على الوطن بعد أن نجد هويّة تجمعنا،


أيّ هويّة نريد وأيّ سورية نريد؟

هذا البرنامج كان محاولة، بسيطة، عفوية، تلقائيّة، أخذت مننا جهداً وتحمّلت لأجلها الشبكة الكثير من الضغوطات والأسئلة، لكنّها تمّت

لم يُخطط أن يكون هذه البرنامج النهاية، لقد وضعنا أملاً منذ فكرنا به أن يكون بداية وهذه البداية فرديّة،

إنها رحلة كلّ من كان معنا، من بقي ومن ترك ومن استمر ومن هو الآن هُنا.

أودّ شكر كلّ واحد منكم فرداً فرداً فقد تحمّلتم الظروف السيئة للاتصال والوقت والالتزام،

لابدّ أنكم تشاجرتم مع عائلاتكم ولابد أنكم ألغيتم أعمالاً ومواعيد لأجل البرنامج،

شكراً لكم وشكراً للمنظمين الذي تحمّلوا معنا كلّ الصعوبات

وشكر شخصي لأنس بدوي الذي كان هذا البرنامج مشروعه وتحمّل لأجله الكثير.. منذ البداية وحتى اللحظة

الحبّ والبقاء والمستقبل لسورية التي جمعتنا كُلّنا وستبقى تجمعنا

وسيم السخلة
دمشق 28-10-2020

ألا تكفي 62 عام لتقاعد قانون الجمعيات والمؤسسات في سورية؟

يعاني العمل المجتمعي في سورية من نقاط ضعف مختلفة وقيود متعددة لأسباب متعددة اهمها داخلية على الأكيد، وخارجية أيضاً مثل عدم وضوح هويّة ودور العمل المدني وتعريف المجتمع المدني عالميّاً، والإرث السوري المتعلق والممتد بهذا المجال يعود إلى حوالي قرن ونصف على الأقل عند بدايات تأسيس الجمعيات الإغاثية والأدبية والدينية في البدايات ومن ثمّ تطوّر هذا المجال في نهاية العهد العثماني حيث ارتبط ظهور التجمعات بحركة التنوير والعروبة في مواجهة سياسات العثمانيين ولهذا كانت كثير من هذه الجميعات مستوردة الأفكار والآليات، وهذا نتيجة طبيعية لتأثر المتنورين في وقتها ودراستهم في الغرب أو في تركيا العثمانية نفسها مع انتشار عصر القوميات في أوروبا وكذلك الجمعيات الإنسانية الملحقة بالكنائس والتجمعات الدينية

انتقلت باكراً أفكار هذه الجمعيات إلى سورية وقد كانت أكبر مساعد للعثمانيين على سدّ الإحتياجات الناشئة بين السكان نتيجة المجاعات المستمرّة والامراض والحروب، ظهرت دور الأيتام والأوقاف كمؤسسات خيرية والكشاف والهلال والصليب الأحمر وغيرها. كان القانون الناظم لها آواخر العهد العثماني هو قانون الجمعيات العثماني 1908 وهو ما يزال سارياً في لبنان حتى الآن وترخيص أي جمعية لايحتاج لأكثر من علم وخبر لوزارة الداخلية

في زمن الإنتداب الفرنسي كان له مصلحة في كسب طبقة النخبة في المجتمع السوري من خلال حفلات ثقافية وعروض فنية تم احضارها لدمشق مع كتّاب وأفكار، أيضاً كان تأثير الجامعات والإرساليات في لبنان وتمثّل بتأسيس جمعيات علمانية ونسائية تعددت وسائلها (كانت جمعية نقطة الحليب تقيم حفلاً راقصاً سنوياً لجمع التبرعات مثلاً)، ولاشك أن هذه الجمعيات كانت مدعومة من زوجات الطبقة السياسية المدينية أو هنّ اللواتي أسسنها بالفعل، أيضاً في ذات الوقت كانت الجمعيات الإسلامية تُقدّم لها التبرعات والزكاة وكان لديها اوقاف تحصّل من خلالها أموالاً غير قليلة وبالتالي كانت هذه الجمعيات توزع المساعدات كما كان لها مواقف سياسية مرضية للمجتمع وخاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية بالتالي كان من السهل إعادة تجميع هذه الجمعيات الخيرية لتكون حركات إسلامية سرعان ما انخرطت بالسياسية واللعبة البرلمانية

ترافق وجود هذه الجمعيات مع ظهور الأحزاب السياسية السورية وبالتالي أصبح جزءاً منها هو جمعيات ملحقة بالاحزاب أو العكس، وهذا ما جعل دولة الوحدة تصدر القانون 93 لسنة 1958 الناظم لعمل الجمعيات والمؤسسات الخاصة حتى اليوم! أي أنّ كل هذا التطور في العمل المجتمعي لم يدفع المشرّع السوري سوى لإدخال تعديلات بسيطة جداً على قانون عمره اليوم 62 سنة وأرى بالطبع أنهُ قد حان وقت تقاعده

أغلقت كثير من الجمعيات كما الصحف والأحزاب في عهد الوحدة، هذه الأدوات التي برع السوريون في التحرك من خلالها خلال العقود الماضية للوحدة تم حلّ أغلبها بتوقيعات سريعة وتمّت محاولة إعادة تجميع أعمال هذه الجمعيات في مصالح حكوميّة وموجهة، بالطبع لم تستطع سدّ الإحتياج المجتمعي المتزايد (الحديث هنا ليس في سد الإحتياجات الغذائية والطبية فقط بل أيضاً في مجال الفكر والثقافة والفنون والسياسية فهي حاجات إنسانية)

بعد نهاية تجربة الوحدة دخلت سورية في إنقلابات عسكرية متتالية تعطّلت خلالها كثير من حيوية ومرونة السوريين وبالتالي عاد الإستقرار بعد 1970 وبعد هذه المرحلة تم الإعتماد بشكل ممتاز على ما يُسمى اصطلاحاً "المنظمات الشعبية" لتحل محلّ كثير من الجميعات السابقة كالإتحاد النسائي، مُنحت المنظمات الشعبية أوضاعاً خاصة وصلاحيات كبيرة في المدارس والجامعات

كما أن هذه المنظمات الشعبية في كثير من التفاصيل حصرت العمل الشباب والمجتمعي من خلالها فقط، وطبعاً الوظيفة الأولى لهذه المنظمات لم تكن إلا وظيفة سياسية للحشد والتعبئة وبالتالي أغلق هذا الباب أمام ظهور التجمعات الشبابية او المنظمات أو الجمعيات إلا لأهداف وغايات معينة تخصصية في أغلبها (سرطان، تنظيم أسرة، سل..) كما تُرك الباب مفتوحاً أمام الجمعيات الخيرية وهي الملحقة بالكنائس والمساجد في معظمها، بالتالي شكل هذا جموداً كبيراً في العمل المجتمعي وخاصة بعد أحداث الإخوان المسلمين والقلق من أي تجمعات غير مضبوطة كما حصل مع كشاف سورية الذي تم ايقافه عن العمل رغم وجوده في سورية ابتداءاً من 1912 وتم أخذ معظم التقاليد الكشفية ليُعاد تكييفها في منظمة طلائع البعث

منذ 1970 بدأت المنظمات الشعبية بالقيام بأدواراً حصرية لتعبئة وتوجيه كل فئات المجتمع وفق رؤية القيادة السياسية لما يحدث من تطورات في مختلف الصعد ولكن هذه المنظمات تراجعت في تأثيرها على المجتمع السوري فهي التي ترفع شعارات البعث نفسها أصيب كوادرها بالخيبة التي رافقت الجميع بعد عشرات السنين على طرح شعارات لم يستطع أحد تحقيقها

بدأت المنظمات الشعبية تتراجع في تأثيراتها الفعليّة في أوساطها منذ التسعينيات ومردُّ ذلك إلى الطرق التقليدية التي تحاول هذه المنظات الوصول بها إلى الشرائح الهدف وجمود الخطاب الفكري الذي تنتهجه اضافة لدور التعبئة المحتّم عليها أخذه في عملها، هذه المنظمات هي المسؤول الأول عن ملئ الساحات الكبرى في أي فعالية تقرّها القيادة السياسية ولو كانت ذات طبيعة فنيّة أو رياضية وتوظف لهذه المنظمات أموال موجّهة من القيادة القطرية للحزب والوزارات كما تنتشر مكاتبها ومقراتها في كل المحافظات وأبعد القرى في سورية

لعبت هذه المنظمات أدواراً كبيرة في بناء وصهر الجيل الشاب وفق رؤية وتوجه معين أراده البعث، كما كانت ذراعاً أساسياً استخدمته الدولة السورية في أي مواجهة من أي نوع وربما التنظيمات الشبابية المقاتلة التي ولدت عن هذه المنظمات و التي حاربت إلى جانب الدولة الاخوان المسلمين كانت المثال الأبرز عن الدور المتغيّر التي يمكن لهذه المنظمات العقائدية أن تقوم به، كما لم تتردد القيادة السياسية بحظر أي مؤسسة أو جمعية أحسّت بخطرها وتأثيرها على هذه المنظمات

2000-2010

بعد سنة 2000 بدأت مجموعة من المفكرين والكتاب محاولات لإعادة المرونة للمجتمع السياسي/المدني من خلال بيانات موقّعة وصالونات ثقافية فُتح لها الباب لعدّة أشهر وربّما كان خطأ هذه المنتديات التي جاوزت ال100 خلال أشهر في مختلف مناطق سورية أنها أرادت معارضة النظام السياسي ككتلة واحدة وطرح فكرة التغيير لتكون من الاعلى للأسفل دون الإنتباه أن العمل على توعية المجتمع بأكمله وليس النخب فقط هو ما يُنتج تغييراً ممكناً في ظل خطط الإصلاح التي طُرحت في خطاب القسم الرئاسي وقتها

في بدايات الألفية بدا أنّ هناك اتجاهاً جديداً لفتح العمل المجتمعي من خلال رعاية السيدة الأولى لعدد من الجمعيات بل وإطلاقها بالفعل وهذا ما شجع كثير من الناس على تقديم طلبات ترخيص لجمعيات ومؤسسات في معظمها خيرية ومحلية كجمعيات في القرى والأرياف او أحياء بعينها كما بدأت بعض هذه الجميعات تتلقى دعماً أوضح من رجال أعمال سوريين فتوسعت اعمالها، معظم الجمعيات الناشئة قبل 2011 كانت خيرية وبيئة وقليل جداً منها الجمعيات الثقافية أما جمعيات الوعي المدني أو مراقبة الإنتخابات أو التثقيف السياسي فلم يكن لها أي فرصة بالظهور وكان هناك قلق مستمر من تجاوز الخطوط الحمراء في بعض الجمعيات مثل الجانب الإقتصادي، لهذا فضّل كثير من الفاعلين المجتمعيين العمل في البيئة والمساعدات الغذائية مثلاً على التعرض للمسائلة الأمنية

تمويل هذه الجمعيات والمؤسسات والفعاليات التي تقيمها لم يكن حكراً على جهة معينة فقد تسابقت الشركات الخاصة الكبيرة ورجال الاعمال لدعم هذه الجمعيات وأنشطتها وذلك كنوع من تثبيت ولائهم لتوجهات الدولة الحديثة، وبدأت بعض الجمعيات تستقطب دعماً خارجياً من الاتحاد الاوروبي وبرامج شراكة مصادق عليها من قبل الحكومة فيما بقيت أي برامج منح مالية ومساعدات أميركية محظورة تماماً، وتشير تسريبات من "ويكليكس" نشرت في جريدة الاخبار اللبنانية إلى رسائل متبادلة بين السفارة الأميركية بدمشق والخارجية الأميركية تشير لرفض الحكومة لكل عروض وكالة التنمية والتعاون الاميركية

ظهرت مشاريع متعددة بدعم من السيدة الأولى أعيد تجميعها تحت مظلة الأمانة السورية للتنمية والتي كانت نموذجاً يُرتجى اتساعه و توسع أعماله، ورغم فتح مشاريع في مجالات متعددة لكن بقيت الصورة المجتمعية أن هذه المنظمة بعيدة وتخصّ المدن والنخبة رغم وجود برامج تنموية لها في الأرياف! هذه الصورة كان لها أسباب متعددة لعل أبرزها عدم وجود حامل إعلامي تنموي على قدر وحرفية العمل في الأمانة السورية للتنمية، كما أنّ الوضع القانوني للأمانة غير واضح بالنسبة للمجتمع السوري فهل هي مؤسسة سورية تتبع لوزارة الشؤون أو منظمة تتبع مباشرة للقصر الرئاسي، تبقى هذه الأسئلة بحاجة للإجابة دوماً لتمكين الأمانة من العمل مع الآخرين وتمكين الآخرين من العمل معها

المنظمات الشعبية تضاءل هنا حجم وارداتها ومخصصاتها من القيادة القطرية لحزب البعث ولم تغيّر كل المؤتمرات التي عقدتها هذه المنظمات بالواقع الحقيقي لها فالخطط والتوجيهات العليا بقيت هي الموجه لسير عملها وربما لم تراعي هذه التوجيهات اتجاهات الجيل الجديد بل على العكس حاولت تثبيت المنطلقات القديمة وبدأت عمليات اعادة انتاج للذات في مواجهة الوضع الجديد في سورية وكأنها حاولت الهروب للخلف معتمدة على ارث قديم ووصفات لم تعد صالحة وفيما كانت التقارير الوهمية والاعداد غير الحقيقية ترفع من القيادات الدُنيا للعليا حول أعداد الاعضاء والمشاركين والفعاليات والأنشطة بقيت قيادات هذه المنظمات في اطمئنان مستمر لا يضطرّها إلى وضع رؤى وآليات جديدة، فمن الطبيعي أن تتشابه خطط ثمانينيّات القرن الماضي مع خطط هذه المنظمات والتي كان تشكيلها في ظروف ثورية استدعت شكلاً معيناً لتسلسل قياداتها، ومع انتقال البلاد عدّة مراحل بقيت هذه المنظمات على نهجها القديم تزداد تمسكاً به وتعمل على تعزيز صلابته بدلاً من الاتجاه نحو ليونة أكبر مع الواقع الجديد

تصاعد دور المنظمات من خلال الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي، وكثُرت الفعاليات الثقافية الممولة من السفارات والمراكز الثقافية وانتشرت في المحافظات السورية المهرجانات العربية والدولية وبرامج الشراكة في مختلف المجالات واستطاعت الجمعيات والمنظمات الناشئة ايجاد تأثير فاعل من خلال أعداد كبيرة من الشباب عملت على تأهيلهم ليكونوا الحامل الجديد لعملية التنمية في سورية. ترافقت هذه الجميعات الوليدة والامانة السورية للتمية مع تحولات ملحوظة في المجتمع من خلال إلغاء نظام التربية العسكرية في المدارس وتسابق رجال الأعمال لأخذ مسؤوليتهم الإجتماعية في دعم هذه الجمعيات تقرّباً من السلطة أو تقرّباً من المجتمع

2011 ومابعدها

الأزمة السورية كانت نقطة التحوّل الغير محسوبة والتي غيرت كثيراً في كل مفاصل الحياة في سورية وبالطبع كانت لها تأثيرات جليّة واضحة على النشاط المجتمعي والمدني فلم تبدأ الأزمة حتى انطلقت معها عشرات التجمعات الشبابية التي حاولت دعم موقف الدولة والاعلام والجيش السوري، وفي شكل مسيرات او تجمعات ووقفات شموع شارك آلاف من الشباب السوري في هذه المبادرات بدعم من منظمات الحزب والنقابات المختلفة ورجال الاقتصاد المقرّبين للدولة

على المقلب الآخر ظهرت تنسيقيات ومجموعات عملت على التخطيط والقيام بالتظاهرات والحركات الاحتجاجية وبعضها مارس منذ البداية أنشطة عنفية كالتهديد لاغلاق المحال التجارية، آخرون اهتمّوا بتوفير المواد الغذائية وغيرها، ولايخفى على متابع مستوى التمكين الموجود لدى هذه المجموعات والتي يبدو أن تمكينها واعدادها بدأ قبل أي نشاط احتجاجي في سورية، فقد صوّروا المظاهرات والاحتجاجات وافتتحوا وأداروا صفحات ومواقع اجتذبت آلاف المتابعين، ولقد كانت برامج أميركية قد عملت على تمكين ناشطين منذ 2005 وتمليكهم بعض أدوات الحراكات المدنيّة مثل التدوين وغيرها.
عن المبادرات الموالية للدولة تنوعت أشكال دعم هذه المبادرات منها من كان شعبياً خالصاً من قبل متحمسين لدعم الدولة ورافضين لما يحدث ضدّها، ومن هذه المبادرات من كانت مشاريع للظهور لشخصيات اقتصادية واجتماعية على شاشات التلفزيون وأوراق اعتماد لدى بعض مسؤولي الحكومة للترشح للبرلمان و دعمه لاحقاً، شكل ذلك فرصة لرجال الاعمال السوريين لتثبيت ولائهم فصرفت الملايين على مسيرات سيارات ولافتات وملابس واعلام وحفلات للتأكيد على الوحدة الوطنية

لم يكتف الشباب الموالي بالتظاهر أمام السفارات العربية والأجنبيّة المحميّة بل طُليت سلل القمامة والحاويات بشعارات قنوات إعلامية وأسماء المحرضين على قلب الأوضاع في سورية وتحولت الساحات العامة في بداية الأزمة لساحات يومية للتظاهر إلى جانب الحكومة .حاولت جهات حكومية وحزبية دعم فرق ناشئة لتصويرها كمبادرات شعبية خالصة، وفي فترة معينة تم تنحية دور المنظمات الحزبية والنقابات لصالح هذه المبادرات إلا أن المنظمات سرعان ما عادت للعب دورها التعبوي ابتداءاً من النشاطات الفنية وليس انتهاءاً بتشكيل الفصائل العسكرية المقاتلة

مجتمعياً وبشكل خالص ودون توجهات سياسية كانت هناك هبّة شعبية لاستقبال النازحين من المحافظات السورية واسكانهم وتأمين ما يلزمهم وقد بدأت هذه الهبّات مرافقة لموجات النزوح الأولى من ريف العاصمة وضواحيها ولم تكن الحكومة مهيّأة لأي طارئ من هذا النوع فقام شباب الأحياء والمخاتير بفتح المدارس المغلقة صيفاً أمام هذه العائلات وعمّت الفوضى هذه المراكز فكان المجتمع المحلي يغدق المعونات الغذائية والمادية على الاهالي في هذه المراكز وكانت الجمعيات المحلية تحاول تنظيم هذه المراكز ودعمها محلياً دون أي تدخل من منظمات الأمم المتحدة في وقتها

لم تستمر هذه الحالة طويلاً فسرعان ما بدأت منظمات الأمم المتحدة الاستجابة وبدأ الهلال الأحمر السوري يأخذ دوره الطبيعي في أزمة من هذا النوع فشكلت لجان حكومية للاغاثة ضمت الشركاء المعنين وانتزعت ادارة المراكز من المجتمع المحلي لصالح منظمات أخرى تحت رعاية ودعم الحكومة ولم تتردد الحكومة في توفير كل ما يلزم لهذه المراكز من حراستها أمنياً وحتى تأمين كل الخدمات الاساسية وعملت منظمات الأمم المتحدة على توفير مواد الاغاثة من خلال شركاء محليين وبدأ توزيع الاختصاصات بين المنظمات بجوانب صحية وتعليمية وغذائية وتنموية وغيرها

بدات أزمة النزوح بالتصاعد ولا تخفي معلومات الاحصاءات البسيطة التي حاول ناشطون القيام بها أن معظم النازحين لم يذهبوا لمركز ايواء بل توجهوا لمنازل أقربائهم، فبات من الطبيعي جداً أن تسكن عدّة عائلات تحكمها القرابة والنسب منزل صغير متهالك وبالتالي تضاعفت أسعار ايجارات البيوت في العاصمة وغيرها من المدن الآمنة نسبيّاً وبات النزوح الأكبر متركزاً في الاحياء الشعبية وخاصة بعد نزوح كثير من العائلات من مناطق بعيدة عن العاصمة من حمص وادلب وحلب وغيرها

في هذه الأجواء المختلطة صارت المبادرات والمشاريع الخيرية أصعب من أن يتم احصاءها وتوثيقها، بالطبع كثير من هذه المبادرات كان تأصيلاً للفساد المنتشر بالمجتمع السوري وصورة حقيقة له ولكن بالمقابل عملت كثير من هذه المبادرات والمشاريع على سد نقصٍ لم تستطع الحكومة ولا منظمات الامم المتحدة الوصول له وقدمت خدمات لأماكن من الصعب الوصول لها ووصلت للفئات الأكثر احتياجاً ولكنها بكل تأكيد بقيت قاصرة عن توفير كل الاحتياجات في كل الاوقات، وهذا أمر طبيعي أمام مجتمع فتي تماماً تجاه هذا النوع من الأزمات

تنوعت الفعاليات التطوعية من اغاثية و ثقافية وفنّية ورياضيّة وغيرها حاولت اعادة الحياة والفرح للمدن السورية التي أرهقتها الحرب وانتشرت مئات الفرق التطوعية في الاحياء والقرى وعملت لفترات طويلة بدون تراخيص أو موافقات لكن سرعان ما اتخذت وزارة الشؤون الاجتماعية أدواراً جديدة لتنظيم عملها وترخيص بعضها فظهرت المئات من الجمعيات والمؤسسات الوليدة والنشيطة

عملت منظمات الامم المتحدة على تأهيل وتدريب هذه المبادرات والفرق فأقيمت آلاف ورش العمل والدورات في تخطيط المشاريع وادارة مراكز الايواء مثلاً وتم اعداد آلاف المتدربين على مواضيع الاسعاف الاولي والدعم النفسي والتثقيف الصحي وكان نصيب العاصمة الأكبر من هذه الفرص نظراً للأعداد الهائلة من النازحين ونظراً لتركز نواة مجتمع مدني أكثر خبرة وانتشاراً

مع انتقال الأزمة لمستويات أعقد ظهرت الحاجة للعمل على المجال التنموي فالمجتمع لم يعد بحاجة لسلل غذائية وحقائب صحيّة وملابس فقط، بل بات العمل على مشاريع ذات استمرارية توفر الدخل وترفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي بعد فقدان الآلاف لمصادر دخلهم أولوية حقيقية، لكن بالطبع بقي حجم النشاط التنموي خجولاً حتى الآن نظراً للتحديات الكبيرة والاعداد الهائلة من العاطلين عن العمل وعزوف رجال الاعمال عن الاستثمار داخل البلاد وهروب الآلاف نحو أوروبا حلماً بواقع أفضل

في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة تعمل كل المنظمات غير الحكومية العالمية بحرية متباينة من جغرافيا لأخرى بحسب السيطرة المختلفة، فتدرّس مناهج تعليمية مختلفة وتقدم أشكال مختلفة من الدعم الاغاثي والطبي وتعمل منظمات الامم المتحدة في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة، وبالطبع ظهرت في مناطق المعارضة مئات الجمعيات والمؤسسات الاغاثية والتنموية والتي تبقى أسيرة السياسات المختلفة بحسب داعميها

في أوروبا ودول الجوار واللجوء خلقت مئات الجمعيات والمنظمات للتعامل مع اللاجئين السوريين وهي تتلقى الدعم من جهات مختلفة دولية كمؤسسات كبيرة أوسفارات دول، لدى معظم هذه الجمعيات برامج تأهيل عالية المستوى وخبرات متراكمة نتيجة العمل مع الشركاء الدوليين والفرص والتدريب، كما ان العشرات منها تعمل عبر الحدود مع جمعيات وفرق محلية على مشاريع مختلفة دون تراخيص نظامية أو من خلال غض نظر محلي من جهات أمنية او حكومية

اليوم تخضع عمليات ترخيص أي جمعية ومؤسسة لسلسلة إجراءات طويلة ومرهقة وكذلك تمويل أي مشروع ضمن جمعية مرخصة، كما أن تعميمات صدرت من وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل قيّدت مؤخراً عمل الفرق والمبادرات الغير مرخصة أصولاً ومسجلة في الوزارة وهذا فيه تضييق للعمل المجتمعي بشكل أو بآخر

فوضى من المشاريع والمبادرات والجمعيات الوليدة لم ترسم إلى اليوم معالم المستقبل القادم للمجتمع المدني داخل سوريةعلى الأقل، فكل طرف يحاول استثمار واستغلال هذه النوافذ المجتمعية، وبغياب تشريع ينظم عمل هذه المشاريع تبقى المتغيرات اليومية هي المسيّر لهذا الواقع، فالقوانين لم تعدل وفقاً للدستور الجديد 2012 ومازالت سيطرة المنظمات الشعبية تعمل وفقاً للمراسيم والتشريعات القديمة والتي تحكم الرجوع لهذه المنظمات في أي عمل شبابي أو تطوعي مجتمعي، أمّا في مناطق المعارضة فالأمر مرتبط بالحاكم الفعلي لتلك المناطق بين متشددين يعتقلون الناشطين والاعلاميين وفصائل عسكرية تسمح بهامش من الحريات للعمل المدني

رغم كل ذلك يبقى المجتمع المدني السوري حتى اليوم مشروعٌ لم يزل في بدايته رغم كل هذه السنين، فإلى اليوم لم تظهر مؤسسات مجتمع مدني حقيقية وإلى اليوم لم تشكل أجسام سياسية مدنية مستقلّة قادرة على خلق التغيير وصناعته والتأثير في صناعة القرار بمختلف مستوياته ليس المجتمع المدني هو سلل غذائية كما يعتقد الكثيرون من العاملون في هذا المجال فالمجتمع المدني هو المؤهل الحقيقي لقيادة عملية التغيير الحقيقية والانتقال نحو واقع أفضل في كل الصعد

* هذا المقال ليس مقالاً علمياً ولا توثيقياً بل محاولة بانورامية لفهم أجزاء من الصورة المعقّدة للعمل المدني في سورية

وسيم السخلة - حزيران 2020

A Collectively salvation, this time!

Of out sudden, everything has changed. For the first time in years, we found ourselves as a part of this world again!

My country, Syria, has been going through complicated political and security circumstances for almost a decade. You can call it a war, this seems familiar to everyone. But the missing link is that this war is not primarily among Syrians as it is promoted, but rather among different countries and blocs fighting and using the local parties politically.

As a result, for almost a decade, the world has closed its borders, services, airports and embassies before us. We were flooded with sanctions, sanctions on everything. Great countries have deluded everyone that these sanctions target the government and its apparatuses. This is definitely a hideous myth because every Syrian today suffers from these collective sanctions more than he suffers from the interactions of the ongoing war around him in Syria.


So what should be done?. During the past decade the Syrians have professed using spatial fraud programs technically to be able to get access to some services on the Internet. Including communicating with their families in camps and various countries, subscribing in movies and series watching services, attending free available and even paid educational online courses, creating accounts on some of the social communicating websites, and hundreds of suspended services!


Syrians also collected passports in every family and put them in a locked drawer. No travelling is allowed. No entry visas. To get a visa you have to cross the border to another country and fill a huge application with dozens of identifications and onerous papers, and after weeks it comes with rejection. Although that you had paid the non-refundable fees which are equal to one month’s work salary in Syria.

Have I mention to you that our currency collapsed in value for about thirty times?
Another Syrians also fled to the various parts around the globe. They boarded the sea, some drowned, and many were lost in the forests until they reached Europe, the beautiful Europe.

Which received hundreds of thousands of refugees, who had sold their real estate assets or borrowed huge sums of money to be deposited in the pockets of smugglers, but only received hundreds on planes in a humane way and this is incomprehensible. Why does Europe insist that millions of people pass the journey of humiliation and oppression? Why do you pay millions in relief aids and at the same time prevent Syrians and Europeans alike from working to move the economic cycle in Syria?


Covid-19. The pandemic was spreading in different countries of the world. At first, it was so far away that some saw it as a tribulation from God to these peoples. Others saw it as a transient crisis that will be resolved before it reaches us. Everything arrives here late, if it arrives. But things started to get worse.

The other day, for example, I saw a friend of mine shedding tears because people are already starting to die and this started to form a transboundary crisis. I do not know the reason beyond her crying but it is one of two things or the two together, fear for people and fear of the virus.


This may seem reprehensible, but for the first time we felt that we are part of this world. The world that closed everything in front of millions inside Syria has become very close, and it has become in a crisis like us. Does this carry any kind of gloating? Certainly not, and this argument is rejected at all because the virus doesn’t distinguish anyone. So how does it feel to us as we see it killing thousands of innocent people everywhere, as it is killing the good people and not killing their rulers who forced us to a compulsory prison.


Yes, we do not have advanced emergency systems, and we do not have the capabilities to maintain this path. But we survived and still surviving a continuous war, and that is why, for us, the virus is a new chapter in the novel of the Syrian tragedy and not a new beginning. The difference is that we have been living the experience for a decade and the world has been living it for only a month.


To be realistic, we are not able to anticipate the following scenarios. Everything seems foggy and everyone is worried. We have closed most of the government departments that include armies of bureaucratic employees working with exhausted energy. We have equipped hospitals with the remaining medical equipment.

We have repaired equipment and imported other poor ones from countries that still consider us as belonging to their humanitarian platoon. One of the European officials comes to you and say that there are no penalties on the health sector in Syria, it is a manipulative talk.

How would we be able to buy and import anything when the accounts of the ministries are frozen, and the sanctions is extended to all the banking operations and transfers, and all the clients in Syria even from other nationalities? These are troubling details, how do we explain it to people around the world? How do we tell them that we are tired as much as they wanted us to get tired, and we got more than enough!


We are alive until this moment, and we sympathize with all people as much we are sad for ourselves, all of us who remained and those who have died and who have been alienated. Covid-19 has returned us back to feel a global suffering, after a decade of individual suffering. And as we wish for an individual salvation from the wars on our land, we wish all humankind a collective salvation from the virus and its effects.

Which we are wandering that if it affected the developed countries in this way, what will be the case if it reaches us?
We are listening to the news constantly. Whenever the electricity is back after a long time of cutting due to the sanctions imposed on importing the fuel needed to operate it. We are following you on the poor internet because the speed in our country is very limited. We are glad that you are continuing your education and work via internet.

We are still trying to do so but we haven’t succeeded yet. We’re happy that you can manage your bank accounts and you can order your needs online. We are still a lot further from this. In the time you innovated and improved these things ten years ago, we were running away from death. From one town to another and from one street to another.


We love you, world. We are waiting for a collective communal salvation that will bring you back to us and return us to you.

Waseem Al Sakhleh – April 2020

Newer posts »

© 2024 Waseem Al Sakhleh

Theme by Anders NorenUp ↑