تحيّة إلى يزن كرنبة – شبكة الأقران الشباب – سورية
كان يمكن لهذه الكلمة أن تكون مجرّد تقديم وترحّم، لكن أسئلة البعض ممن لايعرفون يزن عن كل هذه المحبّة وهذا الاحترام دفعنا لنتشارك بعض الدروس التي نظّرنا لها كثيراً.. فأتقنها يزن وبات ملهمنا فيها..
عبرنا مع يزن في كثير من الفرص المشتركة، في بعض الأحيان كنّا كلما عبرنا فرصة نتغيّر، وهذا شيء ايجابي.. ولكن للأسف كنّا نبتعد أكثر عن تركيزاتنا، فنعيد استخدام مصطلحات جديدة أو معرّبة أو أجنبيّة فنبتعد عن الآخرين.. كان يزن أكثر قرباً للناس والمحيط في خطابه ومنطقه، كان يشبه السوريين أكثر كلّ يوم
في زحمة ما يحدُث للكيانات التطوعية في سورية من انقسامات وشلليّة – لم ننجو منها بالطبع – بقي يزن محافظاً على شبكة علاقاته، قريب من الجميع، في قلب التأثير.. بعيد عن الاصطفافات في نفس الوقت، لنتخيّل كم كان هذا صعباً ومعقداً!
كان يزن يخدم الناس بحُبّ.. ولهذا نجدهُ مع عدّة فرق ومؤسسات.. في عدّة أماكن.. مع الأطفال، الكبار، الجرحى، الأولمبياد الخاص.. يخدُمُ بابتسامة في كلّ مكان، وكان نادراً ما يسأل عن المنفعة، كان يكفيه الفرح دوماً.
على الرغم من تواجده في عدّة كيانات مجتمعيّة، وعلى الرغم من تبدّل أدواره وعدم رضاه دوماً عمّا كان يحدث بقي يزن منتمياً.. كان يدرك أن شؤون الشبكة الداخلية خاصة بالأعضاء واختلافه معهم لم يعني يوماً مقاطعة المسؤوليات التنظيميّة.. بقي يزن منخرطاً في قضايا الشبكة ومنتمياً لها.. عندما كان مستفيداً وعضواً ومسؤولاً وحتى عندنا عاد عضواً فيها..
تولّى يزن مسؤوليات مختلفة.. صغيرة وكبيرة.. التزم في اتمامها ولو كان ذلك على حساب ظهوره وعلى حساب وقته وجهده.. أخلص يزن لنا وللمهام التي تولاها.. تواضع في كلّ ما استلمهُ وأداره.
حافظ يزن داخل وخارج الشبكة.. في العمل.. في الكشاف.. في الجامعة.. وفي سورية ولبنان حيث أقام فترة على اللطف والتهذيب.. أحبّ الجميع وأخلص لهم.. اطمئنّ علينا جميعاً وهو في أعقد ظروفه.
جرّبوا أن تفتحوا المحادثات مع يزن.. ستجدونها مليئة برسائل الطلبات والمساعدة للآخرين.. كان آخر من يطلب لنفسه.. اهتمّ بمساعدة الناس بأي طريقة وبقدر ما يستطيع.. عمل مع الناس لأجلهم لا لأجله.
في زحمة هذا الألم الذي يحيط بالسوريين التقط يزن أيّ اشارة مهما كانت صغيرة لينشر الأمل والتفاؤل والرضا.. تعرفهُ جيداً نشرات أحلام صغيرة وتعرفهُ محاولاتنا البسيطة جميعاً.. لقد تبنّى كلّ أحلام أصدقائه.
هو حلمٌ لنا جميعاً أن نترك كلّ هذا الحُبّ وهذه المحبّة خلفنا.. نحن الراحلون دوماً
Leave a Reply