بينما أستلمُ بريداً من دكتورتي المشرفة في رسالة الماستر رأيتُ هذا المنشور على فيسبوك، دفعني الفضول بالطبع لأراجع التعليقات وأجد أنّ المئات منها يتناول معتقدات المسيحيين عن قصد أو جهل أو تسلية!
لقد أعادني هذا إلى السؤال الذي يُطرح عليّ يوميّاً ممّن أقابلهم، لماذا اتجهت لهذا التخصص بعد العلوم السياسيّة والإعلام؟
لقد عشنا لسنوات طويلة معاً، لكننا لانعرفُ بعضنا البعض، لانعرف عن معتقدات بعضنا فلا نحترمها، نجهل طقوس الآخر فنستهزئ بها..
فكّرتُ قبل سنوات أنّ التطرّف هو المُنتج الأوّل للجهل، للأسف كلّ ما تعلمناه أبقانا مجهولين بالنسبة لبعضنا البعض، دوماً ادّعينا أنّ الحديث في الطوائف والمعتقدات هو حديث منبوذ ويُفرّق، ولكن ماذا الآن؟ هل نحن مجتمعون بالفعل؟
يكفيكم نظرة واحد إلى التعليقات في منشور بصفحة عامة لتعرفوا كم أننا نحتاج قبل أن نتحاور ونتجاور ونبني ونتعاطف، نحتاجُ أن نعرف، أن نعرف أنفسنا أولاً والآخر أيّاً كان..
أدركُ أنّ جهودي سواء فيما ساعدتُ به من حوارات أو شاركتُ به أو أطلقتهُ مثل بيانو (لقاءات إسلاميّة مسيحيّة) هي جهود متواضعة جداً وربّما غير منظورة أمام ما يُفرّقنا كلّ يوم، إنّ رسالة الماستر التي أعدّها حول صورة الآخر في المناهج التربويّة السوريّة هي محاولة علميّة لوضع هذا الأمر على الطاولة بعد قرن سوريّ كامل لم ننجز فيه مواطنة تجمعنا، فمتى تكثرُ المحاولات وتُنتجُ تغييراً طالما انتظرناه نحن الحالمون بسورية أفضل؟
وسيم السخلة
01/05/2021 بيروت
Leave a Reply