نمو – نحو مستقبل واعد – حفل الختام

هذه ساعة لطيفة بالفعل، أن نعود لنلتقي في سورية ونلتقي معاً بعد أن قضينا أياماً وساعات نتواصل افتراضيّاً..

من اللحظة الأولى التي رسمنا فيها هذا البرنامج كان الرهان كبيراً، وكنّا نقول مالذي نحاول فعله في هذا الظرف التاريخي المسدود؟

كلّ شيء من حولنا يتداعى، الأحلام والطموحات، حتى الإحباطات جاءت مضاعفة ولم تشفع لنا عشر سنوات سوريّة لنبدأ بمستقبل جديد لنا جميعاً.

كانت الفكرة أن لاندرّب على المواطنة، فالمواطنة ليست موضوعاً تدريبيّاً بل كانت الفكرة أن نترافق معاً في رحلة مواطنيّة نعود فيها إلى القرن السوري الماضي،
وأن نبقى في الحاضر نسأل ونجيب، فنرى كيف كنّا ونعيد ترتيب أفكارنا اليوم لنرى أين نريد أن نذهب.. ومعاً

هذه السنوات التي هي عُمرنا هي لاشيء في عمر سورية، آلاف السنين من الوجود ومن التجربة الإنسانية ونحن سنواتنا ماهي إلا طيف عابر، لكنّه عمرنا وهو مستقبل أولادنا القادمين والأجيال السورية الجديدة،

إمّا أن يلعننا التاريخُ القادم أو نبدو فيه كمجموعة من المؤمنين بأن سورية تستحق وعملنا لأجلها، هذا الكلام ليس انشائيّاً بل هو الكلام الأساسي، لن يفكر أحد عننا ولن يأتي لنا أحد بمستقبل جيّد ولن يبني أحد لأجلنا سورية..

مهما سافرنا وتخلّينا فإن القدر السوري سيرافقنا ويرافق أولادنا، المسألة لا تنتهي بالسفر ولا بالاستقرار في الخارج ولا بالإنزواء.. سورية مهددة بأن تعيد الحرب من بدايتها، أفلا نقوم بما يمنع ذلك؟

مازلتُ مؤمناً أن مسألة الوعي والوعي الجمعي تجاه أنفسنا وأدوارنا كسوريين هو المقدمة وهو الحل، لن نختلف بعد أن نعرف جميعاً ولن نختلف على الوطن بعد أن نجد هويّة تجمعنا،


أيّ هويّة نريد وأيّ سورية نريد؟

هذا البرنامج كان محاولة، بسيطة، عفوية، تلقائيّة، أخذت مننا جهداً وتحمّلت لأجلها الشبكة الكثير من الضغوطات والأسئلة، لكنّها تمّت

لم يُخطط أن يكون هذه البرنامج النهاية، لقد وضعنا أملاً منذ فكرنا به أن يكون بداية وهذه البداية فرديّة،

إنها رحلة كلّ من كان معنا، من بقي ومن ترك ومن استمر ومن هو الآن هُنا.

أودّ شكر كلّ واحد منكم فرداً فرداً فقد تحمّلتم الظروف السيئة للاتصال والوقت والالتزام،

لابدّ أنكم تشاجرتم مع عائلاتكم ولابد أنكم ألغيتم أعمالاً ومواعيد لأجل البرنامج،

شكراً لكم وشكراً للمنظمين الذي تحمّلوا معنا كلّ الصعوبات

وشكر شخصي لأنس بدوي الذي كان هذا البرنامج مشروعه وتحمّل لأجله الكثير.. منذ البداية وحتى اللحظة

الحبّ والبقاء والمستقبل لسورية التي جمعتنا كُلّنا وستبقى تجمعنا

وسيم السخلة
دمشق 28-10-2020